للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"الشنفرى": "شاعر عداء. ومنه المثل: أعدى من الشنفرى"١، وكان من العدائين. وفي المثل: أعدى من الشنفرى"٢. كما عرفوا بـ "الرجليين" وبـ "الرجيلاء"، وهم "قوم كانوا يعدون. كذا في العباب. ونص الأزهري: يغزون على أرجلهم، الواحد رجليّ محركة أيضا ... وهم سليك المقانب، وهو ابن سلكة، والمنتشر بن وهب الباهلي، وأوفى بن مطر المازني"٣، "والرجلة بالفتح وبالكسر: شدة المشي، أو بالضم القوة على المشي، وفي المحكم: الرجلة بالضم المشي راجلا"٤. وقد صار العدو من أهم صفاتهم ومميزاتهم التي امتازوا بها عن غيرهم، حتى قيل إن الخيل لم تكن تلحق بهم. ونعتوا بأنهم كانوا أشد الناس عدوا، وأنهم "لا يجارون عدوا"، و "لا يلحقون"٥. ومن العدائين: "تأبَّط شرًّا"، و"عمرو بن البراق"، و "أسيد بن جابر"٦. وورد أن العرب كانت تضرب بالسليك المثل في العدو، وتزعم أنه والشنفرى أعدى من رئي٧.

وضرب المثل بسرعة عدوهم، واتخذ القصاص من شدة عدو الصعاليك مادة أدخلوها في قصصهم، وبالغوا فيها لتناسب طابع القص وأسلوبه، وقد وجد بعضه سبيلا إلى كتب الأخبار والأدب والعجائب والنوادر. وتؤلف المبالغات في سرعتهم وعدوهم أهم عنصر في القصص الذي يتحدث عنهم، نجد فيها أن الصعلوك يسابق الخيل، فيسبقها، هذا "أبو خراش" الهذلي، يدخل مكة، فوجد "الوليد بن المغيرة" المخزومي، يهم بإرسال فرسين له إلى "الحلبة" فيقول له: ما تجعل لي إن سبقتهما؟ قال: إن فعلت فهما لك، فأرسلا وعدا بينهما فسبقهما فأخذهما"٨. وهذا "تأبط شرا" يوصف بأنه: كان أعدى ذي رجلين وذي ساقين وذي عينين، وكان إذا جاع لم تقم له قائمة، فكان ينظر


١ تاج العروس "٣/ ٣١٨"، "الشنفيرة".
٢ تاج العروس "٣/ ٣٠٨ "، "شفر".
٣ تاج العروس "٧/ ٣٣٩"، "رجل"، ثمار القلوب "١٣٥".
٤ تاج العروس "٧/ ٣٣٦"، "رجل".
٥ الأغاني "١٢/ ٤٩"، "١٨/ ١٣٣ وما بعدها"، المرزباني "٤٦٨"، الخزانة "٢/ ١٦".
٦ تاج العروس "٣/ ٣٠٨، ٣١٨"، "شفر"، "شنفر".
٧ ثمار القلوب "١٣٤".
٨ الأغاني "٢١/ ٥٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>