للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو الأغنياء له بسوء، فيما لو نشره باسمه، فآثر نظمه باسم "عروة".

و"الشنفرى"، وهو "ثابت بن أوس" الأزدي، وقيل بل "الشنفرى" اسمه لا لقب، وقيل: بل هو: "عمرو بن مالك" الأزدي، وقيل "عمرو بن براق"، وقيل غير ذلك، من "بني الأواس بن الحجر بن الهنء بن الأزد"١، من اليمانية في عرف أهل النسب. وهو من الصعاليك. ومن العدائين.

وكان من المرافقين للشاعر "تأبط شرا" في كثير من غزواته. وكان أكبر منه سنًّا، وتوفي قبله. وذكر أنه حلف يمينا أن يقتل من "بني سلامان" مائة رجل فقتل تسعة وتسعين، فأمسك به رجل عداء، هو "أسيد بن جابر" وهو عداء من العدائين وقتله. فمر به رجل من بني سلامان فركل جمجمته، فدخلت شظية منها في رجله فمات. فوفى الشنفرى بقسمه، وأتم العدد وهو ميت٢. ويلاحظ أن أهل الأخبار يزعمون أن "عمرو بن هند" كان قد حلف يمينا أن يقتل من "بني دارم" مائة رجل، وأن يلقي بهم في النار، فسار إليهم فقتل تسعة وتسعين وأحرقهم بالنار، وبقي عليه أن يبر بقسمه بقتل واحد آخر منهم حتى يكمل العدد، فمر رجل من البراجم شم رائحة حريق القتلى، فحسبه قتار الشواء، فمال إليه، فلما رآه "عمرو"، قال له: ممن أنت؟ قال: رجل من البراجم، فقال: إن الشقي وافد البراجم، وأمر فقتل وألقي في النار. فبرت به يمينه٣. وقد يكون للقصتين ولقصص آخر من هذا النوع علاقة بطقوس أو بأساطير جاهلية قديمة، تجعل الأبطال، ينذرون نذورا تختلف عن نذور سائر الناس، هي قتل مائة نفس قربى إلى الآلهة، بدلا من تقديم الضحايا من الحيوانات.

وكان "الشنفرى" يحقد على "بني سلامان" حقدا شديدا، وسبب حقده عليهم، أنه كان قد وقع أسيرا وهو صبي في "بني شبابة بن فهم"، فانتمى


١ الخزانة "٢/ ١٦ وما بعدها"، البيان والتبيين "٣/ ٢٢٤"، المفضليات "١/ ١٠٦ وما بعدها"، مجالس ثعلب "٤٢٦"، الحيوان "٣/ ١٠٨"، "٦/ ٢٤٤"، أمالي القالي "١/ ١٥٧"، رسالة الغفران "٣٥١ وما بعدها".
٢ الشعر والشعراء "١/ ٢٥ وما بعدها"، تاج العروس "٣/ ٣٠٨، ٣١٨"، "شفر"، "الشنيفرة"، الأغاني "٢١/ ٨٧"، الخزانة "٢/ ١٤" "بولاق"، ذيل الأمالي "٢٠٨ وما بعدها"، زيدان، تأريخ آداب "١/ ١٦١".
٣ الجزء الثالث من هذا الكتاب "ص٢٥١".

<<  <  ج: ص:  >  >>