للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن "الأوس": "قيس بن الخطيم"، من "بني ظفر"، و "أبو قيس بن الأسلت" من "بني عمرو بن عوف"١.

وروي عن "أبي عبيدة" قوله: "اجتمعت العرب على أن أشعر أهل المدر: يثرب، ثم عبد القيس، ثم ثقيف، وعلى أن أشعر أهل المدر: حسان بن ثابت، ثم قال: "حسان شاعر الأنصار في الجاهلية، وشاعر اليمن في الإسلام، وهو شاعر أهل القرى". وروي أنه كان أشعر أهل الحضر٢.

وقال "ابن سلام" في حديثه عن مكة: "وبمكة شعراء"٣ ووصف أشعار قريش بأنها أشعار فيها لين٤، وهي سهلة سلسة إذا قيست بأشعار أهل البادية، يتغلب عليها طابع الحضارة، وكذلك شعر باقي القرى. وقال عن "الطائف"، وبها شعراء وليس بالكثير. وعلل ذلك بقوله: "وإنما يكثر الشعر بالحروب التي تكون بين الأحياء، نحو حرب الأوس والخزرج، أو قوم يُغيرون ويغار عليهم. والذي قلل شعر قريش أنه لم يكن بينهم ثائرة، ولم يحاربوا. وذلك الذي قلل شعر عمان وأهل الطائف"٥. وقال عن "البحرين": "وفي البحرين شعر كثير جيد وفصاحة"٦. وقال عن "اليمامة": "ولا أعرف باليمامة شاعرا مشهورا"٧.

ولم تنفرد أشعار قريش وحدها باللين، وإنما الليونة والسهولة في الشعر من طبائع الشعر الحضري أجمع. ففي طبيعة الحياة في الحاضرة سهولة غير موجودة في حياة البداوة، وراحة ودعة واستقرار، وهي أمور لا توجد في البادية، ثم فيها اجتماع واحتكاك بعالم خارجي، وميل إلى جمع المال والاستمتاع به، والابتعاد عن الغزو والحرب، وهي هينة رخيصة عند الأعراب، وما الذي يجعل الأعرابي يحرص على حياته حرص أهل الحواضر، وكل ما عنده جوع وفقر وطبيعة قاسية


١ ابن سلام، طبقات "٥٢".
٢ الاستيعاب "١/ ٣٣٨"، "حاشية على الإصابة".
٣ طبقات "٥٧".
٤ طبقات "٦٠".
٥ المصدر نفسه "٦٥ وما بعدها".
٦ كذلك "٦٦".
٧ كذلك "٧٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>