للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحكايات الأمم الأخرى١. وقيل إن صاحبته "أسماء بنت عوف بن مالك"، كان أبوها زوّجها رجلا من مراد، والمرقش غائب، فلما رجع أخبر بذلك، فخرج يريدها ومعه عسيف له من "غفيلة" فلما صار في بعض الطريق مرض، حتى ما يحمل إلا معروضا، فتركه الغفيلي هناك في غار، وانصرف إلى أهله، فخبرهم أنه مات، فأخذوه وضربوه حتى أقر، فقتلوه، ويقال إن أسماء وقفت على أمره، فبعثت إليه فحمل إليها، وقد أكلت السباع أنفه. فقال:

يا راكبا أما عرضت فبلغن ... أنس بن عمرو حيث كان وحرملا

وقد وصف في هذه الأبيات ما لاقاه في سفره، وهروب الغفيلي منه، وذهاب السباع بأنفه، ويقال إنه كتبها على خشب الرحل بالحميرية، وكان يكتب بها، فقرأها قومه، فلذلك ضربوا الغفيلي حتى أقر٢. وفي أكل السباع أنفه يقول:

من مبلغ الفتيان أن مرقشا ... أضحى على الأصحاب عبئا مثقلا

ذهب السباع بأنفه فتركنه ... ينهشن منه في القفار مجدلا٣

ونسب له قوله:

ومن يلق خيرا يحمد الناس أمره ... ومن يغو لا يعدم على الغي لائما

أخوك الذي إن أحرجتك ملمة ... من الدهر لم يبرح لها الدهر واجما

وليس أخوك بالذي إن تشعبت

... عليك أمور ظل يلحاك دائما٤

وقد تعرض "المعري" لكلمة "المرقش":

هل بالديار أن تجيب صمم ... لو كان حيا ناطقا كلم

وقال بعد ذلك: "على أن مرقشا خلط في كلمته فقال:


١ بروكلمان، تأريخ الأدب العربي "١/ ١٠٢".
٢ الشعر والشعراء "١/ ١٣٨ وما بعدها"، "الثقافة".
٣ رسالة الغفران "٣٥٥"، الأغاني "٦/ ١٢٧".
٤ بلوغ الأرب "٣/ ١٠٧ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>