للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ماذا علينا إن غزا ملك ... من آل جفنة ظالم مرغم

وهذا خروج عما ذهب إليه الخليل"١.

وتعرض بعد ذلك له، بأن تصور نفسه وهو يقول له وقد زاره في أطباق العذاب: إن قوما من أهل الإسلام كانوا يستزرون بقصيدتك الميمية التي أولها:

هل بالديار أن تجيب صمم ... لو كان حيا ناطقا كلم

وإنها عندي لمن المفردات. وكان بعض الأدباء يرى أنها والميمية التي قالها المرقش الأصغر ناقصتان عن القصائد المفضليات، ولقد وهم صاحب هذه المقالة. وبعض الناس يروي هذا الشعر لك:

تخيرت من نعمان عود أراكة ... لهند ولكن من يبلغه هندا

خليلي جورا بارك الله فيكما ... وإن لم تكن هند لأرضكما قصدا

وقولا لها ليس الضلال أجارنا ... ولكننا جرنا لنلقاكم عمدا

ولم أجدها في ديوانك فهل ما حكي صحيح عنك؟

فيقول: لقد قلت أشياء كثيرة، منها ما نقل إليكم، ومنها لم ينقل. وقد يجوز أن أكون قلت هذه الأبيات ولكني سرفتها لطول الأبد ولعلك تنكر أنها في هند، وإن صاحبتي أسماء، فلا تنفر من ذلك، فقد ينتقل المشبب من الاسم إلى الاسم، ويكون في بعض عمره مستهترا بشخص من الناس، ثم ينصرف إلى شخص آخر، ألا تسمع إلى قولي:

سفه تذكُّره خويلة بعدما ... حالت ذرا نجران دون لقائها٢

ومن القصيدة الميمية المنسوبة إليه قوله:

النشر مسك والوجوه دنا ... نير وأطراف الأكف عنم٣


١ رسالة الغفران "٣٣٧ وما بعدها".
٢ رسالة الغفران "٣٥٥ وما بعدها".
٣ رسالة الغفران "٥٦٠، أمالي المرتضى "٢/ ٢٥٥، ٢٥٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>