للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من رأيت المنون خلدن أم من ... ذا عليه من أن يضام خفير

أين كسرى كسرى الملوك أنوشر ... وان أين قبله سابور

إلى أن ينتهي منها بقوله:

ثم صاروا كأنهم ورق جف ... فألوت به الصبا والدبور

وهي قصيدة نظمت بالبحر الخفيف.

قال "الجاحظ": "وقال عدي بن زيد العبادي، وهو أحد من قد حُمِل على شعره الحمل الكثير، ولأهل الحيرة بشعره عناية، وقال أبو زيد النحوي: لو تمنيت أن أقول الشعر ما قلت إلا شعر عدي بن زيد:

كفى زاجرا للمرء أيام عمره ... تروح له بالواعظات وتغتدي

فنفسك فاحفظها من الغي والردى ... متى تغوها تغو الذي بك يقتدي

فإن كانت النعماء عندك لامرئ ... فمثلا بها فاجز المطالب أو زد

عن المرء لا تسأل وأبصر قرينه ... فإن القرين بالمقارن مقتدي

ستدرك من ذي الجهل حقك كله ... بحلمك في رفق ولما تشدد

وظلم ذوي القربى أشد عداوة ... على المرء من وقع الحسام المهند

وفي كثرة الأيدي عن الظلم زاجر ... إذا خطرت أيدي الرجال بمشهد١

وورد أن "عمر بن الخطاب" تمثل بشعر عدي:

كدمى العاج في المحاريب أو كالـ ... ـبيض في الروض زهره مستنير٢

ومن شعراء الحيرة "ابن بقيلة"، وله شعر ذكر فيه حال الحيرة بعد فتح المسلمين لها، إذ يقول:

أبعد المنذرين أرى سواما ... تروح بالخورنق والسدير

وبعد فوارس النعمان أرعى ... قلوصا بين مرة والحفير


١ الحيوان "٧/ ١٥٠".
٢ البيان والتبيين "١/ ٤٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>