للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد نسب بعضه مثل قوله:

لقد نصحت لأقوام وقلت لهم ... أنا النذير فلا يغرركم أحد

إلى غيره، فقيل إنه لأمية بن أبي الصلت، وقيل إنه لزيد بن عمرو بن نفيل. غير أن "السهيلي"، و"أبا الربيع" الكلاعي، والبغدادي يرون أنه له١.

ومن الشعر المنسوب إليه قوله:

ارفع ضعيفك لا يَحُرْ بك ضعفه ... يوما فندركه العواقب قد نمى

يجزيك أو يثني عليك وإن من ... أثنى عليك بما فعلت كمن جزى

وقد نسبا أيضا لزهير بن جناب٢.

ولزيد بن عمرو بن نفيل، وهو أحد الأحناف شعر، وهو من المتألهين الذين حاربوا عن مكة طالبا للعلم والمعرفة والدين، ذهب إلى بلاد الشام. وهناك احتك بالنصارى، فتعلم منهم أمور الدين. ولعله تعلم السريانية والرومية بها ونظر في كتب النصرانية، لما يذكره أهل الأخبار من تعلمه للغتين. وفارق شأن بقية الأحناف قومه، وعاب الأصنام والأوثان، ونسب أهل الأخبار إليه أنه كان يسند ظهره إلى الكعبة ثم يقول: يا معشر قريش، والذي نفسي بيده ما أصبح منكم أحد على دين إبراهيم غيري. وكان مثل بقية الأحناف أمثال ورقة بن نوفل، وعثمان بن الحويرث، وعبيد بن جحش وغيرهم، قد خالفوا قريشا، وقالوا: إنكم تعبدون ما لا يضر ولا ينفع من الأصنام وعابوا عليهم ما هم عليه من التقرب إلى الحجارة. وقد أورد من ترجم حياته شيئا من شعره، واستشهدوا ببعضه في الشواهد٣.

ومن شعر "زيد بن عمرو بن نفيل" في الأصنام قوله:

تركت اللات والعزى جميعا ... كذلك يفعل الجلد الصبور

فلا العزى أدين ولا ابتغيها ... ولا صنمي بني غنم أزور


١ الخزانة "٢/ ٣٨ وما بعدها"، "بولاق".
٢ نسب قريش "٢٠٧ وما بعدها".
٣ الخزانة "٣/ ٩٧ وما بعدها"، "بولاق".

<<  <  ج: ص:  >  >>