للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن وقوفه مع المشركين في مواقفهم المعروفة، بعد أن سمع بما حل بغيره ممن هجا الرسول من قتل.

ويذكر أهل الأخبار أن "عبد الله بن الزعبرى" و "ضرار بن الخطاب" الفهري، قدما المدينة أيام "عمر بن الخطاب"، فأتيا "أبا أحمد بن جحش" الأسدي، وكان مكفوفا، وكان مألفا يُجتمع إليه ويتحدث عنه، ويقول الشعر، فقالا له: أتيناك لترسل إلى حسان بن ثابت فنناشده ونذاكره، فإنه كان يقول في الإسلام ويقول في الكفر، فأرسل إليه، فجاء فقال: يا أبا الوليد أخواك تطربا إليك: ابن الزبعرى وضرار يذاكرانك ويناشدانك. قال: نعم إن شئتما بدأت وإن شئتما فابدآ قالا: نبدأ. فأنشداه حتى إذا صار كالمرجل يفور قعدا على رواحلهما. فخرج حسان حتى لقي عمر بن الخطاب، وتمثل ببيت ذكره ابن جعدبة لا أذكره. فقال عمر: وما ذاك؟ فأخبره خبرهما. فقال: لا جرم والله لا يفوتانك. فأرسل في أثرهما فرُدا. وقال لحسان أنشد. فأنشد حسان حاجته. قال له: اكتفيت؟ قال: نعم. قال شأنكما الآن، إن شئتما فارحلا وإن شئتما فأقيما"١.

ومن شعره قوله:

ألا لله قوم و ... لدت أخت بني سهم

هشام وأبو عبد ... مناف مدره الخصم

وذو الرمحين أشبال ... على القوة والحزم

فإن أحلف وبيت الله ... لا أحلف على إثم

لما أن إخوة بين ... قصور الروم والروم

بأزكى من بني ريطة ... أو أوزن في حلم٢

وكان "الزبير بن عبد المطلب" من فرسان قريش ومن شعرائها٣، وقد روى "ابن كثير" له شعرا، ذكر أنه قاله فيما كان من أمر الحية التي كانت


١ ابن سلام، طبقات "٦٠".
٢ نسب قريش "٣٠٠".
٣ الاشتقاق "٣٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>