للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قريش تهاب بنيان الكعبة لها، هو:

عجبت لما تصوبت العقاب ... إلى الثعبان وهي لها اضطراب

وقد كانت يكون لها كشيش ... وأحيانا يكون لها وثاب

إذا قمنا إلى التأسيس شدت ... تهيبنا البناء وقد تهاب

فلما أن خشينا الرجز جاءت ... عقاب تتلئب لها انصباب

فضمتها إليها ثم خلت ... لنا البنيان ليس له حجاب

فقمنا حاشدين إلى بناء ... لنا منه القواعد والتراب

غداة نرفع التأسيس منه ... وليس على مساوينا ثياب

أعز به المليك بني لؤي ... فليس لأصله منهم ذهاب

وقد حشدت هناك بنو عدي ... ومرة قد تقدمه كلاب

فبوأنا المليك بذاك عزا ... وعند الله يلتمس الثواب١

وقد وردت هذه الأبيات في سيرة "ابن هشام"٢، أخذت من سيرة "ابن إسحاق". وهي ولا شك من ذلك الشعر المصنوع الذي انتحل على الشعراء، وأعطي إلى "ابن إسحاق" فأدخله في سيرته، أسلوبها يتحدث عن نفسه، ونظمها بعيد عن نظم شاعر عاش في ذلك الوقت.

وقد تعرض "ابن سلام" لشعر "الزبير"، فقال عنه: "وأجمع الناس على أن الزبير بن عبد المطلب شاعر، والحاصل من شعره قليل. فما صح عنه قوله:

ولولا الحبش لم يلبس رجال ... ثياب أعزة حتى يموتوا

ويقال إن:

إذا كنت في حاجة مرسلا ... فأرسل حليما ولا توصه

للزبير٣.


١ تفسير ابن كثير "١/ ١٨١".
٢ سيرة ابن هشام "١/ ١٣٢"، "حاشية على الروض الأنف".
٣ طبقات "٦١".

<<  <  ج: ص:  >  >>