للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأورد "ابن هشام" قصيدة لـ "هبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ" المخزومي، في معركة "أحد"١. وذكر "ابن سلام" أن "هبيرة"، كان شاعرا من رجال قريش المعدودين، وكان شديد العداوة لله ولرسوله، فأخمله الله ودحقه، وهو الذي يقول يوم أحد:

قدنا كنانة من أكتاف ذي يمن ... عرض البلاد على ما كان يزجيها

قالت كنانة أنى تذهبون بنا ... قلنا النخيل فأموها وما فيها

وله شعر كثير وحديث"٢.

و"الحارث بن هشام بن المغيرة" المخزومي، أخو "أبي جهل" وابن عم "خالد بن الوليد"، كان من أشراف قومه، وقد مدحه "كعب بن الأشرف اليهودي، وكان فيمن شهد بدرا مع المشركين، وفر حينئذ وقتل أخوه أبو جهل، فعير بفراره، فمما قيل فيه قول حسان بن ثابت:

إن كنت كاذبة الذي حدثتني ... فنجوت منجى الحارث بن هشام

ترك الأحبة أن يقاتل دونهم ... ونجا برأس طمرة ولجام

فأجابه الحارث:

الله يعلم ما تركت قتالهم ... حتى رموا فرسي بأشقر مزيد

فعلمت أني إن أقاتل واحدا ... أقتل ولايبكي عدوي مشهدي

ففرت عنهم والأحبة فيهم ... طمعا لهم بعقاب يوم مرصد

ويرى علماء الشعر أن هذه الأبيات أحسن ما قيل في الاعتذار من الفرار٣.


١ ابن هشام، سيرة "٢/ ١٥٥"، "حاشية على الروض".
٢ طبقات "٦٥".
٣ الإصابة "١/ ٢٩٣"، "رقم ١٥٠٤"، "فاعتذر إليه الحارث بن هشام من فراره يومئذ، بما زعم الأصمعي أنه لم يسمع بأحسن من اعتذاره ذلك من فراره"، الاستيعاب "١/ ٣٠٨"، "حاشية على الإصابة"، نسب قريش "٣٠١ وما بعدها"، وقد روى الشعر بصورة مختلفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>