للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان الحارث يضرب به المثل في السؤدد حتى قال الشاعر:

أظننت أن أباك حين تسبني ... في المجد كان الحارث بن هشام

أولى قريش بالمكارم والندى ... في الجاهلية كان والإسلام١

وله أشعار في بدر وفي المناسبات الأخرى التي وقعت مع المسلمين، وله شعر في رثاء أخيه "أبي جهل". وذكر "ابن هشام" أن بعض أهل العلم بالشعر ينكر بعض هذا الشعر٢.

وقد شهد "أحدا" مشركا حتى أسلم يوم فتح مكة، وكان من المؤلفة قلوبهم، وشهد مع النبي حنينا فأعطاه مائة من الإبل كما أعطى المؤلفة قلوبهم، وكان من المطعمين بمكة. وخرج إلى الشام في زمن "عمر"، فتبعه أهل مكة يبكون فراقه، وتوفي هناك بطاعون عمواس سنة ثمانية عشرة في رواية، أو بيوم اليرموك رجب سنة خمسة عشرة في رواية أخرى٣.

ومن شعراء قريش: "مالك بن عميلة بن السباق بن عبد الدار بن قصي" القرشي، وهو جاهلي، من معاصري "هشام بن المغيرة" المخزومي٤.

ومن شعراء قريش الذين أدركوا الإسلام وصاروا عليه، "ابن خطل"، "عبد الله بن خطل"، أو "آدم" القرشي الأدرمي. وهو من ولد "تميم بن غالب". وكان ممن يهجو الرسول والإسلام، ويأمر قينتين له بأن تغنيا بهجاء الرسول. فأهدر النبي دمه ولو وجد تحت أستار الكعبة. وإنما أمر بقتله لأنه كان مسلما، ثم ارتد مشركا، وكانت له قينتان: فرتني وأخرى معها، وكانتا تغنيان بهجاء رسول الله، فأمر بقتلهما معه. فقتله "أبو برزة" الأسلمي وهو متعلق بأستار الكعبة٥.


١ الإصابة "١/ ٢٩٣"، "رقم ١٥٠٤".
٢ ابن هشام، سيرة "٢/ ١١٣"، "حاشية على الروض".
٣ الإصابة "١/ ٢٩٣"، "رقم ١٥٠٤"، الاستيعاب "١/ ٣٠٧"، "حاشية على الإصابة"، ابن سلام، طبقات "٣٣ وما بعدها".
٤ المرزباني، معجم "٢٥٥".
٥ الطبري "٣/ ٥٩"، "فتح مكة"، العمدة "١/ ٢٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>