للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن شعراء قريش "أبو العاصي بن أمية الأكبر بن عبد شمس"، كان يقال له "الأمين"، وكان من حكماء قريش. وينسب إليه قوله:

أبلغ لديك بني أمية ... آية نصحا مبينا

إنا خلقنا مصلحين ... وما خلقنا مفسدينا

إني أعادي معشرا ... كانوا لنا حصنا حصينا

خلقوا مع الجوزاء إذ ... خلقوا ووالدهم أبونا١

وكان "أبو عزة" واسمه "عمرو بن عبد الله بن عمير" شاعرا، كان مملقا ذا عيال، فأسر يوم بدر كافرا، فمن عليه الرسول على أن لا يهجو المسلمين، فعاهده وأطلقه. فلما كان يوم أحد، أطمعه "صفوان بن أمية بن خلف الجمحي"، وكان محتاجا، والمحتاج يطمع، فأخذ يحرض الناس على الإسلام، فقتل.

وقيل إنه برص بعد ما أسن، وكانت قريش تكره الأبرص، وتخاف العدوى، فكانوا لا يؤاكلونه ولا يشاربونه ولا يجالسونه، فكبر ذلك عليه، فصعد جبل حراء، يريد قتل نفسه، فطعن بها في بطنه، فسال ماء أصفر، وذهب ما كان به، فقال في ذلك شعرا٢. وذكر "الزبير" أنه أسر يوم "بدر" وكان ذا بنات؟ فقال: "دعني لبناتي" فرحمه، وأخذ عليه ألا يكثر عليه بعدها، فلما جمعت قريش لرسول الله لتسير إليه، كلمه "صفوان بن أمية" وسأله أن يخرج إلى "بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة"، وهم حلفاء قريش، فيسألهم النصر، فأبى عليه، وقال: "إن محمدا قد من علي وأعطيته ألا أكثر عليه"، فلم يزل صفوان يكلمه حتى خرج إلى بني الحارث، يحرضهم على الخروج مع قريش والنصر لهم، فقال في ذلك:

أنتم بنو الحارث والناس إلهام ... أنتم بنو عبد مناة الرزام

أنتم حماة وأبوكم حام ... لا تعدوني نصركم بعد العام

لا تسلموني لا يحل إسلام


١ كتاب نسب قريش "٩٨ وما بعدها".
٢ ابن سلام، طبقات "٦٣ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>