للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله غزل، نابع من غزل أهل الحضر، تغزل فيه بعمرة بنت رواحة١.

و"أبو قيس" "مالك بن الحارث"، وقيل "صرمة بن أبي أنس بن مالك" من بني النجار، شاعر كذلك. كان قد ترهب في الجاهلية ولبس المسوح وفارق الأوثان واغتسل من الجنابة، وهم بالنصرانية ثم أمسك عنها، ودخل بيتا فاتخذه مسجدا لا يدخل عليه طامث ولا جنب. وقال: أعبد رب إبراهيم، فلما قدم الرسول يثرب أسلم فحسن إسلامه، وهو شيخ كبير. وكان قوالا بالحق معظما له. يقول في الجاهلية أشعارا حسانا. وقد ذكر "ابن إسحاق" أشعارا له، في الوصايا، وفيها حث على مكارم الأخلاق والأمر بالمعروف وفي إنصاف الأيتام وغير ذلك من شعر المواعظ٢.

ومن شعراء يثرب: "عمرو بن امرئ القيس"، الذي سبق أن ذكرته، وهو جد "عبد الله بن رواحة" وهو شاعر خزرجي جاهلي. وله شعر في القتال الذي وقع بين الأوس والخزرج بسب "سمير" الذي عدا على "بجير" مولى "مالك بن العجلان" فقتله، فوقعت الحرب من أجل ذلك بين الحيين، فحكموا "عمرو بن امرئ القيس"، فحكم بدية المولى لمالك، فلما رفض الحكم هاجت الحرب. فلما طالت حكموا فيها "ثابت بن المنذر" والد حسان وبذلك انتهى النزاع٣.

وحسان بن ثابت من المخضرمين، من شعراء الخزرج، واسمه حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام. وهو شاعر رسول الله وشاعر الإسلام. وأمه "الفريعة" بنت "خالد بن حبيش بن لوذان". وهي من الخزرج أيضا. أدركت الإسلام أيضا فأسلمت، وقيل هي أخت "خالد" لا ابنته، ويكنى "أبا الوليد"، وأبا المضرب، وأبا الحسام، وأبا عبد الرحمن. "قال أبو عبيدة: فضل حسان بن ثابت على الشعراء بثلاث: كان شاعر الأنصار في الجاهلية، وشاعر النبي صلى الله عليه وسلم في أيام النبوة، وشاعر اليمن كلها في الإسلام. وكان مع


١ كارلو نالينو "٩٣".
٢ الاستيعاب "٤/ ١٥٧ وما بعدها"، "حاشية على الإصابة"، الإصابة "٢/ ١٧٩"، "رقم ٤٠٦١".
٣ الخزانة "٢/ ١٨٨ وما بعدها"، "بولاق".

<<  <  ج: ص:  >  >>