للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر أنه كان مقيما على شركه، وأسلمت امرأته، وكان يقال لها "حواء"، وكان يصدها عن الإسلام، ويعبث بها، وكان رسول الله وهو بمكة قبل الهجرة يخبر عن أمور الأنصار، وعن حالهم فأخبر بإسلامها وبما تلقى من قيس، فلما كان الموسم، وحضر مكة، أتاه النبي في مضربه، فلما رأى النبي رحب به وأعظمه، فأخبره النبي بما تلاقي امرأته منه بسبب إسلامها، وقال له: أحب أن لا تعرض لها، فكف عن أذاها١، ويقال إن النبي دعاه إلى الإسلام وتلا عليه القرآن، فقال: إني لأسمع كلاما عجبا فدعني أنظر في أمري هذه السنة ثم أعود إليك فمات قبل الحول٢.

وذكر أنه كان سيدا شاعرا، فلما هدأت حرب الأنصار، تذاكرت الخزرج قيس بن الخطيم ونكايته، فتذامروا وتواعدوا قتله، فلما مر بأطم "بني حارثة"، رمي بثلاثة أسهم، فصاح صيحة أسمعها رهطه، فجاءوه فحملوه إلى منزله، فلم يروا له كفوا إلا "أبو صعصعة بن زيد" النجاري، فاندس إليه رجل حتي اغتاله في منزله فضرب عنقه، وجاء برأسه، ووضعه أمام "قيس" وكان به رمق، فما لبث أن مات٣.

وله قصيدة متينة، قالها حين ظفر بقاتل أبيه وقاتل جده، فقتلهما، من أبياتها:

طعنتُ ابن عبد القيس طعنة ثائر ... لها نفذ لولا الشعاع أضاءها

ملكت بها كفيّ فانهر فتقها ... يرى قائم من دونها ما وراءها

يهون علي أن ترد جراحها ... عيون الأواسي إذا حمدت بلاءها

وكنت امرأ لا أسمع الدهر سبة ... أسب بها إلا كشفت غطاءها

فإني في الحرب الضروس موكل ... بإقدام نفس ما أريد بقاءها

متى يأت هذا الموت لا تلف حاجة ... لنفسي إلا قد قضيت قضاءها

ثأرت عديا والخطيم فلم أضع ... ولاية أشياخ جعلت إزاءها٤


١ ابن سلام، طبقات "٥٧".
٢ الإصابة "٣/ ٢٦٦"، "رقم ٧٣٥٠".
٣ أسماء المغتالين، "المجموعة السابعة من نوادر المخطوطات"، "٢٧٤".
٤ حماسة أبو تمام "١/ ٩٤ وما بعدها"، "بولاق"، الأغاني "٢/ ٦٠"، ديوانه "٣ وما بعدها"، "طبعة لايبزك ١٩١٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>