كتاب المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام

المجلد الثامن عشر - الفصل الثالث والستون بعد المائة: شعراء يثرب - ج: 18 - ص: 292

أصحاب "المذهبات". وتبدأ مذهبته بقوله:

أتعرف رسما كاطراد المذاهب ... لعمرة وحشا غير موقف راكب

وكان يلاحي الخزرج، قتل أبوه وهو صغير. قتله رجل من الخزرج، وعلم أن جده قتله رجل من "عبد القيس" فتعقب القاتلَين، حتى ظفر بقاتل والده بيثرب، وظفر بقاتل جده بذي المجاز فقتله١. أدرك الإسلام، ولكنه لم يسلم. ذكر أنه قدم على النبي بمكة قبل الهجرة، فعرض النبي عليه الإسلام، فقال: إني لأعلم أن الذي تأمرني به خير مما تأمرني به نفسي، وفيها بقية من ذاك، فاذهب فاستمتع من النساء والخمر وتقدم بلدنا فأتبعك. فقتل قبل أن يتبعه. أصابه سهم وهو راكب أمام أطم لرجل من الخزرج٢.

وهو الذي يقول في حرب كانت بينهم وبين الخزرج:

قد حصت البيضة رأسي فما ... أطعم نوما غير تهجاع

أسعى على جل بني ملك ... كل امرئ في أمره ساعي٣

وذكر "المرزباني" أن قيس بن الخطيم، شاعر مجيد فحل، من الناس من يفضله على حسان شعرا. وقال حسان: إنا إذا نافرتنا العرب فأردنا أن نخرج الحبرات من شعرنا أتينا بشعر قيس بن الخطيم٤. وله ديوان مطبوع٥. وهو الذي يقول في يوم بعاث:

أتعرف رسما كاطراد المذاهب ... لعمرة قفر غير موقف راكب

وله أشعار جيدة أخرى٦.

---

١ الاشتقاق "٢٦٤"، الأغاني "٢/ ١٥٩ وما بعدها"، الخزانة "٣/ ١٦٨"، المرزباني، معجم "١٩٦".
٢ المرزباني، معجم "١٩٦"، ديوان الحماسة "٣/ ١٠٤"، بروكلمان تأريخ الأدب العربي "١/ ١١٤ وما بعدها".
٣ ابن سلام، طبقات "٥٦".
٤ المرزباني، معجم "١٩٦"، ابن سلام، طبقات "٥٦".
٥ بروكلمان، تأريخ الأدب العربي "١/ ١١٥".
٦ ابن سلام، طبقات "٥٦ وما بعدها".