للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأكثر ما روي من شعره، هو من الشعر الذي قاله في الإسلام. ولا سيما في معركة "مؤتة". وروي أن الرسول قال له يوما: قل شعرا تقتضيه الساعة وأنا أنظر إليك. فانبعث مكانه يقول:

إني تفرست فيك الخير أعرفه ... والله يعلم أن ما خانني البصر

أنت النبي ومن يحرم شفاعته ... يوم الحساب لقد أزرى به القدر

فثبت الله ما آتاك من حسن ... تثبيت موسى ونصرا كالذي نصروا

وفي رواية ابن هشام:

إني تفرست فيك الخير نافلة ... فراسة خالفت فيك الذي نظروا

أنت النبي ومن يحرم نوافله ... والوجه منه فقد أزرى به القدر١

وروي أن الرسول دعاه، فقال له: كيف تقول الشعر إذا قلت؟ قال أنظر في ذلك ثم أقول. قال: فعليك بالمشركين. فأنشده:

فخيروني أثمان العباء متى ... كنتم بطاريق أو دانت لكم مضر

فظهرت الكراهة في وجه الرسول، أن جعل قومه أثمان العباء، فقال:

نجالد الناس من عرض فنأسرهم ... فينا النبي وفينا تنزل السور

وقد علمتم بأنا ليس يغلبنا ... حي من الناس إن عزوا وإن كثروا

يا هاشم الخير إن الله فضلكم ... على البرية فضلا ما له غير

إني تفرست فيك الخير أعرفه ... فراسة خالفتهم في الذي نظروا

ولو سألت أو استنصرت بعضهم ... في جل أمرك ما آووا ولا نصروا

فثبت الله ما آتاك من حسن ... تثبيت موسى ونصرا كالذي نصروا

فتبسم الرسول وسر به٢.

وروى "هشام بن عروة" عن أبيه. قال: ما سمعت بأحد أجرأ ولا أسرع شعرا من عبد الله بن رواحة، يوم يقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم:


١ الاستيعاب "٢/ ٢٨٧"، "حاشية على الإصابة".
٢ ابن سلام، طبقات "٥٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>