للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"قل شعرا تقتضيه الساعة وأنا أنظر إليك"، ثم أبدّه بصره، فانبعث عبد الله بن رواحة يقول:

إني تفرست فيك الخير أعرفه ... والله يعلم ما إن خانني بصر١

وروي أن الرسول قال: لعبد الله بن رواحة: "ما الشعر"؟ قال: شيء يختلج في صدر الرجل، فيخرجه على لسانه شعرا٢. وقد ذكر "ابن سلام" البيت المذكور وما بعده في قصيدة مطلعها:

فخبروني أثمان العباء متى ... كنتم بطارق أو دانت لكم مضر

ذكره في ضمن القصيدة، ولم يجعله مطلعها٣.

ولما دخل رسول الله مكة في عمرة القضاء، وابن رواحة بن يديه وهو يقول:

خلو بني الكفار عن سبيله ... اليوم نضربكم على تأويله

ضربا يزيل الهام من مقيله ... ويذهل الخليل عن خليله

قال عمر: يا ابن رواحة في حرم الله وبين يدي رسول الله تقول الشعر؟ فقال النبي: "خل عنه يا عمر، فوالذي نفسه بيده لكلامه أشد عليهم من وقع النبل" ٤. وقد كانت عمرة القضاء سنة ست من الهجرة٥.

وقد روى هذه الرجز بزيادة واختلاف٦. وقد ذكر "ابن هشام "، بعد إيراده هذه الأبيات هذه الملاحظة: "نحن قتلناكم على تأويله إلى آخر الأبيات: لعمار بن ياسر في غير هذا اليوم، والدليل على ذلك أن ابن رواحة إنما أراد المشركين، والمشركون لم يقروا بالتنزيل، وإنما يقتل على التأويل من أقر بالتنزيل"٧.


١ شرح شواهد، للسيوطي" ١/ ٢٩٣".
٢ المصدر نفسه "١/ ٢٨٩".
٣ ابن سلام، طبقات "٥٥".
٤ السيوطي، شرح شواهد "١/ ٢٩٠".
٥ ابن هشام سيرة "٢/ ٢٥٤"، "حاشية على الروض".
٦ ابن هشام سيرة "٢/ ٢٥٥"، "حاشية على الروض"، ابن سيد الناس "٢/ ١٤٩"، أعلام النبلاء "١/ ١٦٩"، ابن سعد، طبقات "٣ القسم الثاني ٨٠". الروض الأنف "٢/ ٢٥٥".
٧ ابن هشام، سيرة "٢/ ٢٥٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>