للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليطلب الوتر أمثال ابن ذي يزن ... ريَّم في البحر للأعداء أحوالا

أتى هرقل وقد شالت نعامتهم ... فلم يجد عندهم بعض الذي قالا

ثم انتحي نحو كسرى بعد سابعة ... من السنين لقد أبعدت إيغالا

حتى أتى ببني الأحرار يحملهم ... إنك لعمري لقد أطولت قلقالا

من مثل كسرى شهنشاه الملوك له ... أو مثل وهرز يوم الجيش إذ صالا

لله درهم من عصبة خرجوا ... ما إن ترى لهم في الناس أمثالا

غر جحاجحة بيض مرازبه ... أسد تربب في الغيضات أشبالا

يرمون عن شدف كأنها غبط ... في زمخر يعجل المرمي إعجالا

أرسلت أسدا على سود الكلاب فقد ... ضحى شريدهم في الأرض فلالا

فاشرب هنيئا عليك التاج متكئا ... في رأس غمدان دارا منك محلالا

وأطل بالمسك إذ شالت نعامتهم ... وأسبل اليوم في برديك إسبالا

تلك المكارم لا قعبان من لبن ... شيبا بماء فعادا بعد أبوالا١

وقد نسبها لوالد أمية.

وقد ذكر "ابن هشام"، أن "ابن إسحاق" نسب هذه القصيدة لأبي الصلت بن أبي ربيعة، ويروي أنها لامية. وقد رواها على هذا النحو:

ليطلب الوتر أمثال بن ذي يزن ... ريم في البحر للأعداء أحوالا

يمم قيصر لما حان رحلته ... فلم يجد عنده بعض الذي سالا

ثم انثنى نحو كسرى بعد عاشرة ... من السنين يهين النفس والمالا

حتى أتى ببني الأحرار يحملهم ... إنك عمري لقد أسرعت قلقالا

لله درهم من عصبة خرجوا ... ما إن أرى لهم في الناس أمثالا

بيضا مرازبة غلبا أساورة ... أسدا تربب في الغيضات أشبالا

يرمون عن شدف كأنها غبط ... بزمجر يعجل المرمي إعجالا

أرسلت أسدا على سود الكلاب فقد ... أضحى شريدهم في الأرض فلالا

فاشرب هينئا عليك التاج مرتفقا ... في رأس غمدان دارا منك محلالا

واشرب هنيئا فقد شالت نعامتهم ... وأسبل اليوم في برديك إسبالا

تلك المكارم لا قعبان من لبن ... شيبا بماء فعادا بعد أبوالا


١ الطبري "٢/ ١٤٧ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>