للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ذكر "ابن هشام" أن "هذا ما صح له مما روى ابن إسحاق منها، إلا آخرها بيتا: تلك المكارم لا قعبان من لبن. فإنه للنابغة الجعدي"١.

وأثر الوضع على بعض شعر أمية واضح ظاهر لا يحتاج إلى دليل، وهو وضع يثبت أن صاحبه لم يكن يتقن صنعة الوضع جيدا، ولا له إلمام بأمور التأريخ، فالقصيدة التي مطلعها:

لك الحمد والمن رب العبا ... د أنت المليك وأنت الحكم

هي قصيدة إسلامية، لا يمكن أبدا أن تكون من نظم شاعر لم يؤمن بالإسلام إيمانا عميقا من كل قلبه ولسانه. خذ هذا البيت منها مثلا:

محمد أرسله بالهدى ... فعاش غنيا ولم يهتضم

ثم خذ الأبيات التالية له وفيها:

عطاء من الله أعطيته ... وخص به الله أهل الحرم

وقد علموا أنه خيرهم ... وفي بيتهم ذي الندى والكرم

يعيبون ما قال لما دعا ... وقد فرج الله إحدى البهم

به وهو يعدو بصدق الحديـ ... ـث إلى الله من قبل زيغ القدم

أطيعوا الرسول عباد الإلـ ... ـه تنجون من شر يوم ألم

تنجون من ظلمات العذاب ... ومن حر نار على من ظلم

دعاني النبي به خاتم ... فمن لم يجبه أسر الندم

نبي هدى صادق طيب ... رحيم رءوف بوصل الرحم

به ختم الله من قبله ... ومن بعده من نبي ختم

يموت كما مات من قد قضى ... يرد إلى الله باري النسم

مع الأنبياء في جنان الخلود ... هم أهلها غير حل القسم

وقدس فينا بحب الصلاة ... جميعا وعلّم خط القلم

كتابا من الله نقرأ به ... فمن يعتريه فقدما أنم٢


١ ابن هشام "١/ ٥٢ وما بعدها"، "حاشية على الروض"، الشعر والشعراء، لابن قتيبة "١/ ٣٧١".
٢ ديوان أمية، قصيدة رقم ٢٣ في طبعة "فردرش شولثيس"، "ص٢٣ وما بعدها"، و"ص٥٥ وما بعدها" من "طبعة بشير يموت"، الخزانة "١/ ١٢٢"، "بولاق".

<<  <  ج: ص:  >  >>