للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يراوح من صلوات المليك ... طورا سجودا وطورا جوارا

بأعظم منك تقي في الحساب ... إذا النسمات نفضن الغبارا

وهي من قصيدة مدح فيها "قيس بن معد يكرب" الكندي. وقد اتخذ "المعري" هذا الشعر دليلا على إيمان الأعشى بالله وبالحساب وبالبعث، مما استوجب إدخاله في الجنة١.

وهناك أفكار نصرانية نجدها في شعر "النابغة" وفي شعر "زهير"، و "لبيد"، غير أننا لا نستطيع أن نقول إنهم كانوا نصارى، لوجود هذه الأفكار في شعرهم، فمن الجائز أن يكون ورودها في شعرهم نتيجة لاختلاطهم بالنصارى، وقد كانوا يكثرون من الذهاب إلى الحيرة، لمدح ملوكها طمعا في نيل عطاياهم، فاحتكوا بذلك بنصاراها، وورود قصص نصراني في شعر أو نثر لا يدل حتما على تنصر الناثر أو الشاعر، كما أن وقوف شخص على دين من الأديان، لا يدل حتما على اعتناقه لذلك الدين. ومن هنا أخطأ الأب "لويس شيخو" في دعواه بتنصر أكثر الشعراء الجاهليين٢.

ونجد في شعر امرئ القيس إشارات إلى معالم نصرانية، مثل الرهبان وصلواتهم وسهرهم، وإلى مصابيحهم، مثل قوله:

نظرت إليها والنجوم كأنها ... مصابيح رهبان تشب لقفال٣

ولكننا لا نستطيع إثبات أنه كان من النصارى.

و"حاتم الطائي" من شعراء طيء، وقد مات قبل الإسلام، وقبر بـ "عوارض" جبل فيه قبره ببلاد طيء٤. وهو "حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي"، ويكنى "أبا سفانة" بابنته، وابنه "عدي بن حاتم" من الصحابة. وإليه ينسب المثل "لو غير ذات سوار لطمتني". وسبب قوله إياه -كمايقول ذلك الراوي- أن حاتم الطائي كان أسيرافي "عنزة"،


١ رسالة الغفران "١٨١".
٢ بروكلمان، تأريخ الأدب العربي "١/ ١٢٧"، "الطبعة الثانية".
٣ الخزانة "١/ ٣٣"، "بولاق".
٤ تاج العروس "٥/ ٤٨"، "عرض"، الحيوان "١/ ٢٢٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>