للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بل الله فاعبد لا شريك لوجهه ... يكن لك فيما تكدح اليوم راعيا

وإياك والميتات لا تقربنها ... كفى بكلام الله عن ذاك ناهيا١

ونجده في القصيدة رقم "١٥" التي فيها البيت الأول، يحلف، برب الراقصات إلى منى، ثم يذكر "ماء زمزم"، أي مكة، بينما نجده في القصيدة الثانية مؤمن بالرحمن، مؤله له، موحد، لا يشرك بربه أحدا. وهو شعر روي عن "أبي عمرو الشيباني"، ركيك ضعيف، موضوع عليه٢.

وروي أن "الشنفرى" كان ممن آمن بالرحمن، وذكره في شعره، إذ قال:

لقد لطمت تلك الفتاة هجينها ... ألا بتر الرحمن ربي يمينها

ولكنه بيت يشك في صحته، ولم ينقله الثقات٣.

وقد سبق لي أن تحدثت في الجزء السادس من هذا الكتاب عن عبادة الرحمن، وقلت إن قريشا قالت للرسول لما نزل الوحي بـ {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} : "أتدرون ما الرحمن الذي يذكره محمد، هو كاهن باليمامة"٤، وأنها قالت: "دق فوك" إنما تذكر مسيلمة رحمن اليمامة"، وكان قد تسمى بالرحمن قبل مولد عبد الله والد الرسول.

وقد زعم أهل الأخبار أن الأعشى كان قدريا، وأنه أخذ رأيه هذا من أهل الحيرة. واستشهدوا على رأيه بالقدر بقوله:

استأثر الله بالوفاء وبالعدل ... وولى الملامة الرجلا٦


١ القصيدة رقم ٦٦، البيت رقم ٨ وما بعده، ديوانه "ص٣٢٩".
٢ ديوانه "٣٢٨".
٣ الاشتقاق "٣٧".
٤ الاشتقاق "٣٧".
٥ الحيوان "٤/ ٨٩"، تفسير الطبري "١/ ٥٧"، مغازي، الواقدي "١/ ٨٢"، ابن كثير، البداية "٦/ ٣٢٦"، تاج العروس "٨/ ٣٠٧"، "رحم"، الروض الأنف "٢/ ٣٤٠"، ابن سعد، طبقات "جـ١، ق١، ص١٠٩".
٦ راجع ديوان الأعشى "١٥٥"، أمالي المرتضى "١/ ٢١"، "دار الكتاب العربي"، شرح ديوان الأعشى "٢٣٣"، "القصيدة رقم ٣٥"، وورد "وبالحمد" بدلا من "وبالعدل"، الأغاني "٨/ ٧٦".

<<  <  ج: ص:  >  >>