للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلام عن العيافة، فأشار إلى تيس قعيد من الظباء، والقعيد الذي يأتي من الخلف، والأعضب المكسور القرن، وهو مما يتشاءم به العرب. وأبو الفراخ عنى به الغراب، واليعبوب صنم لجديلة، وكان لهم صنم أخذته منهم بنو أسد، رهط "عبيد بن الأبرص"، فتبدلوا اليعبوب بدله.

وقد أشير إلى التشاؤم بالغراب في شعر ينسب لعلقمة الفحل:

ومن تعرض للغربان يزجرها ... على سلامته لا بد مشئوم١

ونجد في شعر "أبي ذؤيب" الهذلي، وهو من الشعراء المخضرمين، إشارة إلى تشاؤم العرب بطير الشمال، إذ يقول:

زجرتُ لها طير الشمال فإن تكن ... هواك الذي تهوى يصبك اجتنابها٢

والعرب تتشائم من "طير الشمال"، على نحو ما تحدثت عن ذلك في الجزء السادس من هذا الكتاب.

وكان "خزز بن لوذان" السدوسي على مذهب من ينكر الطيرة ولا يعتقد بها، وينسب إليه قوله:

لا يمنعنك من بغا ... ء الخير تعقاد التمائم

ولقد غدوت وكنت لا ... أغدو على واق وحاتم

فإذا الأشائم كالأيا ... من والأيامن كالأشائم

وكذاك لا خير ولا ... شر على أحد بدائم

قد خط ذلك في الزبو ... ر والأوليات القدائم٣

وفي شعر "عبيد بن الأبرص" إشارة إلى رأي العرب في الحمامة، فالعرب تقول: "أخرق من حمامة"، وعبيد يقول في ذلك:

عيوا بأمرهم كما ... عيت ببيضتها الحمامة

جعلت لها عودين من ... نشم وآخر من ثمامة


١ رسالة الغفران "٤٧٨".
٢ السيوطي، شرح شواهد "١/ ٢٧".
٣ المؤتلف والمختلف "١٠٢"، تاج العروس "٤/ ٣٤"، "خزز"، الخزانة "٣/ ١١".

<<  <  ج: ص:  >  >>