للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيها من التلذذ بها ومن التمتع بنعم الحياة التي هي هي لا تتغير وإنما الذي يتغير هو الشخص، الذي كبر وعجز فصار يذم الدنيا، لأنه لم يعد قادراعلى فعل ما كان يفعله أيام كان شابا قويا يحب الدنيا، فتقبل الدنيا عليه.

ونجد في شعر ينسب للأعشى إشارة إلى التطير، إذ يقول:

ما تعيف اليوم في الطير الروح ... من غراب البين أو تيس برح١

وكان "النابغة" الذبياني من المتطيرين. خرج مرة مع "زبان بن منظور" الفزازي غازيا، فسقطت عليه جرادة، فتطير منها، فجرع من الغزو، ومضى زبان فظفر وغنم، فقال:

تعلم أنه لا طير إلا ... على متطير وهي الثبور

بلى شيء يوافق بعض شيء ... أحايينا وباطله كثير

وقال خرز بن لوذان، ويقال مرقش السدوسي:

لا يمنعنك من بغا ... ء الخير تعقاد التمائم

لا والتشاؤم بالعطا ... س ولا التيامن بالمقاسم

ولقد غدوت وكنت لا ... أغدو على واق وحاتم

وإذا الأشائم كالأيا ... من والأيامن كالأشائم

قد خط ذلك في الزبو ... ر الأوليات القدائم٢

وفي شعر "عبيد بن الأبرص" القائل:

نبئت أن بني جديلة أوعبوا ... نفراء من سلمي لنا وتكتبوا

ولقد جرى لهم فلم يتعيفوا ... تيس قعيد كالهرواة أعضب

وأبو الفراخ على خشاش هشيمة ... متنكب إبط الشمائل ينعب

طعنوا بمران الوشيج فما ترى ... خلف الأسنة غير عرق يشجب

وتبدلوا اليعبوب بعد إلههم ... صنما ففروا يا جديل وأعذبوا٣


١ العمدة "٢٦٠".
٢ العمدة "٢٦١ وما بعدها".
٣ الحيوان "٣/ ١٠٠"، العمدة "٢/ ٢٠٢"، الخزانة "٣/ ٢٥٦".

<<  <  ج: ص:  >  >>