للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر أن "النابغة" قدم على "عثمان" يستأذنه في السفر إلى البادية، لأن نفسه اشتاقت إليها، ليشرب من ألبانها، وليشرب من شيح البادية، فقال له عثمان: "أما علمت أن التعرب بعد الهجرة لا يصلح؟ قال: لا والله ما علمت وما كنت لأخرج حتى أستأذنك، فأذن له، وضرب له أجلا". ثم دخل على "الحسن بن علي" فودعه، فقال له: أنشدنا من بعض شعرك، فأنشده:

الحمد لله لا شريك له ... من لم يقلها فنفسه ظلما

فقال: يا أبا ليلى ما كنا نروي هذه الأبيات إلا لأمية بن أبي الصلت؟ قال: يا ابن بنت رسول الله، والله إني لأول الناس قالها وإن السروق من سرق أمية شعره"١.

وذكر أنه كان من أصحاب "علي" وحارب معه يوم صفين، وله مع "معاوية" أخبار. ومات معمرا بأصبهان سنة "٦٥هـ" "٦٨٤م". وكان معاوية سيره إليها مع "الحرث بن عبد الله بن عوف بن أصرم". وكان ولي أصبهان من قبل علي٢.

وقد وفد النابغة على النبي وأنشده قصيدته الرائية التي فيها:

أتيت رسول الله إذ جاء بالهدى ... ويتلو كتابا بالمجرة نيرا

إلى أن بلغ قوله:

بلغنا السماء مجدنا وجدودنا ... وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا٣

فقال رسول الله: "إلى أين أبا ليلى فقال: إلى الجنة. فقال رسول الله: "نعم إن شاء الله" ٤.


١ ابن سلام، طبقات "٢٧".
٢ الإصابة "٣/ ٥٠٩"، "رقم ٨٦٤١"، بروكلمان، تأريخ الأدب العربي "١/ ٢٣٢"، الإصابة "٣/ ٥١٠".
٣ تختلف الروايات في ضبط هذه الأبيات، ولعلماء الشعر روايات مختلفة عنها، رسالة الغفران "٢٢٨"، أمالي المرتضى "١/ ٢٢٦"، الأغاني "٤/ ٥٩٣".
٤ الإصابة "٣/ ٥٠٩"، "رقم ٨٦٤١"، الاستيعاب "٣/ ٥٥٢ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>