للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان قد مشى في الصلح بن علي ومعاوية. وكان من أشراف أهل الشام ومن المقربين إلى معاوية١.

و"الطفيل بن عمرو بن طريف" الدوسي، من الشعراء الأشراف. كان شاعرا لبيبا. تذكر رواية أنه أسلم حين كان الرسول بمكة، وأنه لما أتى مكة ذكر ناس من قريش أمر النبي، وسألوه أن يختبر حاله، فأتاه فأنشده من شعره، فتلا النبي الإخلاص والمعوذتين فأسلم في الحال وعاد إلى قومه. وتذكر رواية أنه عاد مرة أخري إلى مكة، ثم عاد إلى قومه حتى هاجر الرسول إلى المدينة، فجاء على رأس وفد من دوس ممن أسلم، فوصل والرسول محاصر "خيبر"، فمكث بالمدينة حتى إذا فتحت مكة، بعثه الرسول إلى "ذي الكفين" صنم "عمرو بن حممة" حتى أحرقه. وقد أورد "المرزباني" شيئا من شعره٢.

وأعشى بن مازن، أو الأعشى المازني، هو "عبد الله بن الأعور"، وقيل إن اسم "الأعور" "رؤبة بن فزارة بن غضبان بن حبيب بن سفيان بن مكرز بن الحرماز بن مالك بن عمرو بن تميم". يكنى "أبا شعيثة". "وقال أهل الحديث: يقولون المازني وإنما هو الحرمازي، وليس في بني مازن أعشى". وذكر أنه أتى النبي فأنشده:

يا مالك الناس وديّان العرب ... إني لقيت ذربة من الذرب

وفيه قصة امرأته وهربها٣.

فكتب النبي إلى "مطرف بن نهصل"، وكانت امرأته عنده، أن يعيدها إليه، فأعادها، فقال:


١ الإصابة "١/ ٥٦٢"، "رقم ٢٩٨٥".
٢ الإصابة "٢/ ٢١٦ وما بعدها"، "رقم ٤٢٥٤"، الاستيعاب "٢/ ٢٢١ وما بعدها"، "حاشية على الإصابة"، سيرة ابن هشام "١/ ٢٣٤ وما بعدها".
٣ الإصابة "٢/ ٢٦٧ وما بعدها"، "رقم ٤٥٣٥". ورويت الأبيات على هذا النحو:
يا سيد الناس وديان العرب ... أشكو إليك ذربة من الذرب
كالذئبة العسلاء في طل السرب ... خرجت أبغيها الطعام في رجب
فخالفتني بنزاع وهرب ... أخلفت العهد ولطت بالذنب
وهن شر غالب لمن غلب
الاستيعاب "٢/ ٢٥٧"، "حاشية على الإصابة"، "١/ ١٢٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>