للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورويت الأبيات على هذه الصورة:

كانت نهابا تلافيتها ... وكرّى على القوم بالأجرع

وحثي الجنود لكي يدلجوا ... إذا هجع القوم لم أهجع

فأصبح نهبي ونهب العبيـ ... ـد بين عيينه والأقرع

إلا أفائل أعطيتها ... عديد قوائمه الأربع

وما كان بدر ولا حابس ... يفوقان مرداس في المجمع

وقد كنت في الحرب ذا تدرأ ... فلم أُعطَ شيئا ولم أمنع

وما كنت دون امرئ منهما ... ومن تضع اليوم لا ترفع١

ولما بلغ زوجة العباس بن مرداس نبأ إسلامه، قالت:

لعمري لئن تابعت دين محمد ... وفارقت إخوان الصفا والصنائع

لبدلت تلك النفس ذلا بعزة ... غداة اختلاف المرهفات القواطع٢

ومن شعره قصيدته:

لأسماء رسم أصبح اليوم دارسا ... وأقفر إلا رحرحان وراكسا

وتعد من "المنصفات"٣.

وروي أن "حرب بن أمية" جد معاوية لما انصرف من حرب عكاظ هو وإخوته مرة بقرية، وهي إذ ذاك غيضة شجر ملتف لا يرام، قال له "مرداس" والد العباس: أما ترى هذا الموضع! قال: بلى فما له؟ قال: نعم المزدرع هو، فهل لك أن تكون شريكي فيه، ونحرق هذه الغيضة ثم نزرعه بعد ذلك؟ قال: نعم. فأضرما النار في الغيضة، فلما استطارت وعلا لهبها سمع من الغيضة أنينا وضجيجا، ثم ظهرت منها حيّات بيض تطير وخرجت منها. ولم يلبث حرب ومرداس أن ماتا: فأما مرداس فدفن بالقرية، ثم ادعاها بعد ذلك


١ ابن سعد، طبقات "٤/ ٢٧٢"، "صادر"، وقد رويت بشيء من التغيير في كتاب الشعر والشعراء "٢/ ٦٣٤".
٢ الأغاني "١٣/ ٦٦".
٣ الخزانة "٣/ ٥١٨"، الحماسة "١/ ١٦٨"، البيان والتبيين "٣/ ٦١".

<<  <  ج: ص:  >  >>