للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان "ضرار بن الأزور بن مرداس" الأسدي، فارسا شجاعا وشاعرا مطبوعا، استشهد يوم اليمامة، وقيل بعد ذلك. وقد أتى النبي فأنشده:

خلعت القداح وعزف القيا ... ن والخمر أشربها والثمالا

وكرى المجبر في غمرة ... وجهدي على المشركين القتالا

وقالت جميلة بددتنا ... وطرحت أهلك شتّى شمالا

فيا رب لا أغبنن صفقة ... فقد بعت أهلي ومالي بدالا١

ولضرار قصيدة قالها في يوم الردة، لما بلغه ارتداد قومه من "بني أسد"، منها:

بني أسد قد ساءني ما صنعتم ... وليس لقوم حاربوا الله محرم

وأعلم حقا أنكم قد غويتم ... بني أسد فاستأخروا أو تقدموا

نهيتكم أن تنهبوا صدقاتكم ... وقلت لكم: يا آل ثعلبة اعلموا

عصيتم ذوي أحلامكم وأطعتم ... ضجيما وأمر ابن اللقيطة أشأم

وقد بعثوا وفدا إلى أهل دومة ... فقبح من وفد ومن يتيمم

ولو سئلت عنا جنوب لخبرت ... عشية سالت عقرباء بها الدم

وضجيم هو "طلحة بن خويلد"، كانت أمه حميرية أخيذة، وابن اللقيطة: "عيينة بن حصن"، وقوله: يا آل ثعلبة، أراد ثعلبة الحلاف بن دودان بن أسد. وعقرباء بأرض اليمامة٢. وكان "عيينة" قد انضم إلى "طلحة" الذي تسميه الموارد "طليحة" استصغارا لشأنه، كما دعت "مسلمة" "مسيلمة"، وقال: "والله لأن نتبع نبيا من الحليفين أحب إلينا من أن نتبع نبيا من قريش؛ وقد مات محمد، وبقي "طليحة"، وقاتل معه حتى هرب. وكان يدير المعركة وهو متلفف في كساء له بفناء بيت له من شعر، يتنبأ لهم، والناس يقتتلون، حتى جاءه الوحي بقوله: "إن لك رحا كرحاه، وحديثنا لا تنساه"، ثم لم يصمد، فهرب٣.

وضرار هو الذي قتل "مالك بن نويرة" بأمر "خالد بن الوليد"٤.


١ الإصابة "٢/ ٢٠٠"، "رقم ٤١٧٢"، الاستيعاب "٢/ ٢٠٣"، "حاشية على الإصابة".
٢ الخزانة "٢/ ٥ وما بعدها"، "بولاق".
٣ الطبري "٣/ ٢٥٦".
٤ الخزانة "٢/ ٨ وما بعدها"، "بولاق".

<<  <  ج: ص:  >  >>