للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان "هوذة بن علي" الحنفي شاعرا وخطيبا، ذكر أنه كتب إلى الرسول كتابا يقول فيه: "ما أحسن ما تدعو إليه وأجمله، وأنا شاعر قومي وخطيبهم، والعرب تهاب مكاني، فاجعل لي بعض الأمر اتبعك". وقد مات عام الفتح١. وهو شاعر يجب إدخاله في الجاهليين، لأنه لم يعتنق الإسلام، وقد تحدثت عنه هنا، لأنه من المتأخرين، وله خبر مع الرسول.

و"فروة بن مسيك بن الحارث بن سلمة" المرادي، شاعر، وهو صحابي مخضرم. وكان من أشراف قومه، قدم على رسول الله، مفارقا لملوك كندة، فبايعه، ونزل على "سعد بن عبادة"، فكان يحضر مجلس رسول الله ويتعلم القرآن وفرائض الإسلام. ثم استعمله الرسول على مراد وزبيد ومذحج كلها، وكتب معه كتابا إلى الأبناء باليمن يدعوهم إلى الإسلام، فأقام فيهم حتى توفي رسول الله. وذكر أن النبي، أجاز "فروة" باثني عشر أوقية، وحمله على بعير نجيب وأعطاه حلة من نسج عمان. واستعمله "عمر" -كماجاء في رواية- على صدقات مذحج٢.

وقد جمع شعر "فروة" في ديوان، رجع "السيوطي" إليه، ونقل منه٣.

و"عمرو بن معد يكرب" الزبيدي من أشراف اليمن وساداتهم، وقد اشتهر وعرف بالشجاعة، قال عنه "أبو عمرو بن العلاء": "لا يفضل عليه فارس في العرب". وكان فحلا في الشجاعة والشعر. وأكثر شعره في الحماسة. وقد اشتهر سيفه "الصمصامة"، والأرجح أنه شهد "القادسية"، وكان له أثر فيها. واختلف في صبحته للنبي، فمن العلماء من ذكر أنه لم يلق الرسول، وإنما قدم المدينة بعد وفاته، ومنهم من ذكر أنه قدم المدينة في وفد "زبيد"؛ فأسلم سنة تسع أو عشر، وصحب الرسول. ولا تخلوا أقوال الرواة فيه من أثر العصبية لليمن أو عليها، وقد اختلف في عمره، وأكثره أنهم مات بعد أن تجاوز المائة. ومنهم من جعل عمره فوق المائة والخمسين٤. وهو ابن خالة "الزبرقان بن بدر".


١ ابن سعد، الطبقات "١/ ٢٦٢".
٢ السيوطي، شرح شواهد "١/ ٨٢ وما بعدها".
٣ السيوطي، شرح شواهد "١/ ٨٢".
٤ الإصابة "٣/ ١٨ وما بعدها"، "رقم ٥٩٧٢"، الأغاني "١٤/ ٢٤"، المؤتلف "١٥٦"، المرزباني، معجم "٢٠٨"، الخزانة "١/ ٤٤٢"، "٣/ ٤٦٠"، الشعر والشعراء "١/ ٢٨٦ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>