للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعدّ من المعمرين، ذكر أنه عمر في الإسلام ستين سنة بعد الهجرة١.

وقد وضعه "ابن سلام" مع الحارث بن حلزة، وعنترة، وعمرو بن كلثوم في الطبقة السادسة من شعراء الجاهلية٢.

و"الزبرقان بن بدر" شاعر تميم من الشعراء المخضرمين. وكان اسمه "الحصين". ولما قدم وفد "تميم" إلى المدينة في أشرافهم، كان الزبرقان أحدهم، ولما تفاخروا بأنفسهم وتباهوا بفعالهم، قالوا للرسول: يامحمد ائذن لشاعرنا، فقال: نعم، فقام الزبرقان بن بدر، فقال قصيدته التي مطلعها:

نحن الكرام فلا حي يعادلنا ... منا الملوك وفينا تنصب البيع٣

وذكر أن الرسول ولاه صدقات قومه فأداها في الردّة إلى أبي بكر فأقره، ثم إلى عمر٤.

وقد هجا "الحطيئة" الزبرقان بن بدر، وكان سبب ذلك أن الحطيئة لقي الزبرقان بـ "قرقرى" ومعه ابناه أوس وسوادة وبناته وامرأته فعرفه الزبرقان وسأله أين تريد؟ قال: العراق لأصادف من يكفيني عيالي وأصفيه مدحي، فقال له: لقيته، قال: من؟ قال: أنا، قال: من أنت؟ قال الزبرقان بن بدر. وكتب له كتابا إلى امرأته، لتعطيه وتنفق عليه، فبلغ ذلك: "بغيض بن عامر" وإخوته وبني عمه، وكانوا ينازعون "الزبرقان" الرياسة، فدسوا إلى "أم بدرة" امرأة الزبرقان أن الزبرقان ير يد أن يتزوج بنت "الحطيئة"، ولذلك أمرك أن تكرميه، فجفته أم بدرة، فأرسل بغيض وأهله إلى "الحطيئة" أن ائتنا فنحن أحسن لك جوارا من الزبرقان، وأطمعوه ووعدوه، فتحول إليهم، فلما جاء "الزبرقان" بلغه الخبر فركب إليهم، فقال لهم: ردوا علي جاري، فأبوا حتى كاد أن يكون بينهم حرب، فحضرهم أهل الحي فاصطلحوا على أن يخيروه


١ الخزانة "٢/ ٥٤٦ وما بعدها"، "بولاق".
٢ الطبقات "٣٥"، رسالة الغفران "١٣٧".
٣ الطبري "٣/ ١١٦"، "دار المعارف"، "قدوم وفد بني تميم ونزول سورة الحجرات".
٤ الإصابة "١/ ٥٢٤ وما بعدها"، "رقم ٢٧٨٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>