للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاختار بغيضا ورهطه، فجعل الحطيئة يمدحهم من غير أن يتعرض بالزبرقان، فلم يزل كذلك حتى أرسل الزبرقان إلى شاعر من "النمر بن قاسط" يقال له: "دثار بن شيبان" فهجا بغيضا وآل بيته، فلما سمع الحطيئة شعر دثار، حمي لجيرانه، فقال شعره في الزبرقان معرضا به، فاستعدى الزبرقان "عمر" عليه، فحبس الحطيئة أياما، فقال وهو محبوس:

ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ ... زغب الحواصل لا ماء ولا شجر

ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة ... فاغفر عليك سلام الله يا عمر

وشفع له "عمرو بن العاص" فأطلقه١.

وقيس بن عاصم بن سنان المنقري، من الصحابة ومن الشعراء الفرسان الشجعان. ومن الحلماء. قدم في وفد تميم على النبي، فقال رسول الله: "هذا سيد أهل الوبر"٢. وقد عاش بعد الرسول٣.

و"عمرو بن سنان بن سُمي بن سنان بن خالد بمن منقر" المنقري، من "بني منقر"، فهو من شعراء تميم. ويعرف بـ "عمرو بن الأهتم"، سمي أبوه سنان الأهتم، لأن "قيس بن عاصم" المنقري ضربه بقوس فهتم فمه. وكانت أم سنان سبية من الحيرة، يقال إنها سبيت وهي حامل. قال قيس بن عاصم:

نحن سبينا أمكم مقربا ... يوم صبحنا الحيرتين المنون

جاءت بكم غفرة من أرضها ... حيرية ليست كما تزعمون

لولا دفاعي كنتم أعبدا ... منزلها الحيرة والسيلحون

و"غفرة" هي أم سنان


١ الإصابة "١/ ١٧٧"، "رقم ٧٨١ في ترجمة بغيض بن عامر بن شماس"، "رقم ١٩٩١"، "في ترجمة الحطيئة".
٢ الإصابة "٣/ ٢٤٢ وما بعدها"، "رقم ٧١٩٦".
٣ السيوطي، شرح شواهد "٢/ ٥٨٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>