للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أشعارا كثيرة، يفتخر فيها بقومه، ويذكر فيها مشاهده في فتوح الشام والعراق١.

ومن شعراء تميم المخضرمين: "متمم بن نويرة" الذي قتله "خالد بن الوليد" لما سار لقتال أهل الردة، وتزوج امرأته، مما أدى إلى غضب بعض الصحابة ومنهم "عمر" على "خالد"، لأمور أخذوها في قتله عليه. ومن شعره المشهور في رثاء "مالك" قوله:

أبى الصبر آيات أراها وإنني ... أرى كل حبل بعد حبلك أقطعا

وإني متى ما أدع باسمك لا تجب ... وكنت جديرا أن تجيب وتسمعا

وكنا كندمانيْ جذيمة حقبة ... من الدهر حتى قيل لن يتصدعا

فلما تفرقنا كأني ومالكا ... لطول اجتماع لم نبت ليلة معا

فإن تكن الأيام فرقن بيننا ... فقد بان محمودا أخي يوم ودعا

أقول وقد طال السنا في ربابه ... وغيث يسح الماء حتى تريعا

سقى الله أرضا حلها قبر مالك ... دهاب الغوادي المدنات فأمرعا

وآثر سيل الواديين بديمة ... ترشح وسميا من النبت خروعا٢

وهي قصيدة مؤثرة تعد من المراثي الجيدة القوية، تعبر عن قلب منفطر عن شدة ما حل به من ألم. قيل إن "عمر" قال لمتمم لما دخل عليه أنشدني بعض ما قلت في أخيك فأنشده شعره المتقدم، قال له "عمر": "يا متمم، لو كنت أقول الشعر لسرني أن أقول في زيد بن الخطاب مثل ما قلت في أخيك، قال متمم: يا أمير المؤمنين، لو قتل أخي قتلة أخيك ما قلت فيه شعرا أبدا، فقال عمر: يا متمم ما عزاني أحد في أخي بأحسن ما عزيتني به"٣. وقد ضربت الشعراء الأمثال به وبأخيه مالك في أشعارهم.


١ الإصابة "٣/ ٥٥٠"، "٨٨٥٠".
٢ المفضليات "٢/ ٣٢".
٣ الشعر والشعراء "١/ ٢٥٥"، ابن سلام، طبقات، "١٦٩ وما بعدها"، الخزانة "١/ ٢٣٤"، المرزباني، معجم "٤٦١".

<<  <  ج: ص:  >  >>