للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومما سبق إليه مالك، وأخذه الناس منه قوله:

جزينا بني شيبان أمس بقرضهم ... وعدنا بمثل البدء والعود أحمد

فقال الناس: العود أحمد١.

"يروى أن عمر قال للحطيئة: هل رأيت أو سمعت بأبكى من هذا؟ قال: لا والله ما بكى بكاء عربي قط ولا يبكيه"٢. وكان عمر يستمع إلى قوله في رثاء أخيه.

ومن شعره المشهور قوله:

وكل فتى في الناس بعد ابن أمه ... كساقطة إحدى يديه من الخبل٣

وكان "مالك بن نويرة" من الشعراء كذلك. وقد عرف بـ "فارس ذي الخمار". وذو الخمار فرسه٤. ولقب بـ "الجفول". وهو من شعراء وفرسان "بني يربوع" المعدودين. وكان من أشرافهم ومن أرداف الملوك. استعمله النبي على صدقات قومه. وبقي عليها إلى وفاة الرسول، فيقال إنه لما بلغه خبر وفاته أمسك الصدقة وفرقها في قومه وقال في ذلك.

فقلت خذوا أموالكم غير خائف ... ولا ناظر فيما يجيء من الغد

فإن قام بالدين المحوق قائم ... أطعنا وقلنا الدين دين محمد

وقد قتل خالد بن الوليد، مالكا، في قصة ترد في كتب الردة والفتوح


١ الشعر والشعراء "١/ ٢٥٦".
٢ الإصابة "٣/ ٣٤٠"، "رقم ٧٧١٩".
٣ الإصابة "٣/ ٣٤٠"، "رقم ٧٧١٩".
٤ الشعر والشعراء "١/ ٢٥٤ وما بعدها"، ابن حزم، جمهرة "٢٢٤"، ابن سلام، طبقات "٤٨"، الأغاني "١٥/ ٢٣٩"، فوات الوفيات "٢/ ٢٩٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>