للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتأريخ، وتزوج امرأته، وكانت فائقة في الجمال، مما حمل بعض الصحابة على مؤاخذته على هذا العمر، منهم "عمر"١.

ومن المخضرمين "النجاشي" "قيس بن عمرو" الحارثي٢، وكان ممن لازم عليًّا وشهد معه "صفين"، ومدحه. وقد بلغ "عليًّا" وهو بالكوفة أنه كان سكران في شهر "رمضان" مع "أبي سماك" الأسدي، فهرب "أبو سماك"، وقبض على "النجاشي" فحده "علي" ثمانين سوطا، ثم زاده عشرين، فقال له: ما هذه العلاوة؟ فقال: لجرأتك على الله في شهر رمضان، ثم وقفه للناس ليروه، فهرب إلى "معاوية" وهجا "عليا" على ما يقال، وهجا أهل الكوفة. وكان هجاء، هجا "بني العجلان"، فاستعدوا عليه "عمر". فهدد "عمر" النجاشي، وقال له: إن عدت قطعت لسانك. وهجا قريشا هجاء مرا. وهجا "عبد الرحمن بن حسان بن ثابت"، ولما مات "الحسن بن علي" رثاه النجاشي، وتوفي بعد ذلك بقليل.

وروي أنه هاجى "تميم بن مقبل" من "بني العجلان"، وهو من شعراء الجاهلية، الذين أدركوا الإسلام، وعمر طويلا. وكان يتهاجى مع "النجاشي"، فاستعدى "تميم" "عمر" على النجاشي، فسمع "عمر" ما قال فيه وفي بني قومه، فلما وصل إلى بيته:

أولئك أولاد الهجين وأسرة ... اللئيم ورهط العاجز المتذلل

وما سمي العجلان إلا لقوله ... خذ القعب واحلب أيها العبد واعجل

قال عمر: أما هذا فلا أعذرك عليه فحبسه وضربه٣. وكان "عمر" قد


١ الإصابة "٣/ ٣٣٦"، "رقم ٧٦٩٧"، ابن الأثير، الكامل "٢/ ٢٣٧ وما بعدها"، المحبر "١٢٦"، المرزباني، معجم "٢٦٠".
٢ الشعر والشعراء "١/ ٢٤٦ وما بعدها"، الإصابة "٣/ ٥٥١ وما بعدها"، "رقم ٨٨٥٥"، الخزانة "٤/ ٣٦٨"، بروكلمان، تأريخ الأدب العربي "١/ ١٧٣ وما بعدها"، البيان والتبيين "١/ ٢٣٩".
٣ الإصابة "١/ ١٨٩ وما بعدها"، "رقم ٨٦٢"، ابن سلام، طبقات "٣٤"، ديوان تميم بن مقبل "١١ مقدمة ".

<<  <  ج: ص:  >  >>