للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و "ألس بن أبي أناس بن زنيم" الكناني، هو من الشعراء الذين كانوا قد هجوا الرسول فأهدر النبي دمه، فبلغه ذلك، فقدم عليه معتذرا، وأنشده شعرا مدحه به، وكلمه فيه "نوفل بن معاوية" الديلي، فعفا عنه، قائلا للرسول: "أنت أولى بالعفو، ومن منا لم يؤذك ولم يعادك، وكنا في الجاهلية لا ندري ما نأخذ وما ندع حتى هدانا الله بك وأنقذنا من الهلكة؟ " فقال: "قد عفوت عنه". فقال: "فداك أبي وأمي". وأول القصيدة يقول فيها:

فما حملت من ناقة فوق رحلها ... أبر وأوفى ذمة من محمد

ويقول فيها:

ونبي رسول الله أني هجوته ... فلا رفعت سوطي إليّ إذا يدي

فإني لا عرضا خرقت ولا دما ... هرقت فذكر عالم الحق واقصد١

وقد ذكر "ابن قتيبة"، أن "أبا أناس"، والد "أنس"، هو القائل في رسول الله:

فما حلمت من ناقة فوق حملها ... أعف وأوفى ذمة من محمد٢

وقد قال "دعبل بن علي" في طبقات الشعراء، هذا أصدق بيت قالته العرب. وفي جملة ما جاء في هذه القصيدة التي تنسب إلى أنس بن زنيم قوله:

ونبي رسول الله أني هجوته ... فلا رفعت سوطي إلي إذا يدي

فإني لا عرضا خرقت ولا دما ... هرقت فذكر عالم الحق وأقصد٣


١ الإصابة "١/ ٨١ وما بعدها"، "رقم ٢٦٧".
٢ الشعر والشعراء "٢/ ٦٢٣".
٣ الإصابة "١/ ٨٢"، "٢٦٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>