للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان "عبد الرحمن بن حسل" الجمحي من الشعراء الهجائين. كان أبوه من أهل اليمن، فسقط إلى مكة، فولد له بها: "كلدة" و"عبد الرحمن"، وكانا ملازمين لصفوان بن أمية بن خلف الجمحي، فنسبا إلى "بني جمح".

وذكر أنهما كانا أخوي "صفوان" لأمه. وذكر أنه كان بعسكر "يزيد بن أبي سفيان"، وأنه كان من مسلمة الفتح. وقد هجا "عثمان" لما أعطى مروان خمسمائة ألف من خمس "إفريقية" فقال:

وأحلف بالله جهد اليمين ... ما ترك الله أمرا سدى

ولكن جعلت لنا فتنة ... لكي نبتلي بك أو تبتلى

دعوت الطريد فأدنيته ... خلافا لما سنه المصطفى

ووليت قرباك أمر العباد ... خلافا لسنة من قد مضى

وأعطيت مروان خمس الغنيمـ ... ـة آثرته وحميت الحمى

ومالا أتاك به الأشعري ... من الفيء أعطيته من دنا

فإن الأمينين قد بينا ... منار الطريق عليه الهدى

فما أخذا درهما غيلة ... ولا قسما درهما في هوى١

فأمر "عثمان" به فحبس بخيبر. وقيل إن "عليا" كلم "عثمان" فيه فأطلقه وشهد الجمل مع علي، ثم صفين فقتل بها. وذكر أنه قال وهو في السجن:

إلى الله أشكو لا إلى الناس ما عدا ... أبا حسن غلا شديدا أكابده

بخيبر في قعر الغموص كأنها ... جوانب قبر أعمق اللحد لاحده

أإن قلت حقا أو نشدت أمانة ... قتلت فمن للحق إن مات ناشده٢


١ تختلف هذه الأبيات بعض الاختلاف عنها في كتاب الإصابة، الإصابة "٢/ ٣٨٧ وما بعدها"، "رقم ٥١٠٨"، الاستيعاب "٢/ ٤٠٦ وما بعدها"، وقد دعاه صاحب الاستيعاب "عبد الرحمن بن حنبل".
٢ الإصابة "٢/ ٣٨٧ وما بعدها"، "رقم ٥١٠٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>