للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم يكن معروفا إذ ذاك من الناس. فهو يرى أن الجاهلية بأيامها وبمثلها وبرجالها وبقبائلها، وبمروءتها، أحسن حالا من الأيام الجديدة التي أخذت مكانها، والتي أحلت الموالي ونكرات الناس محل السادة الأشراف١.

وكان قد تزوج "الدهماء" زوجة أبيه في الجاهلية، على عادتهم في تزوج نساء الآباء، وأحبها حبا شديدا، فلما جاء الإسلام وحرم هذا الزواج، اضطر إلى تطليقها، وهو مكره، فكان يقول:

هل عاشق نال من دهماء حاجته ... في الجاهلية قبل الدين مرحوم٢

ولعل هذا الطلاق، كان في جملة العوامل التي جعلته يحن إلى الجاهلية ويذكرها بخير.

ومما ينسب إليه قوله:

فاخلف وأتلف إنما المال عارة ... وكله مع الدهر الذي هو آكله

وأيسر مفقود وأهون هالك ... على الحي من لا يبلغ الحي نائله

وقوله:

خليلي لا تستعجلا وانظرا غدا ... عسى أن يكون الرفق في الأمر أرشدا٣


١ أولها:
تأمل خليلي هل ترى ضوء بارق ... يمان مرته ريح نجد ففترا
وفيها يقول:
أجدي أرى هذا الزمان تغيرا ... وبطن الركاء من موالي أقفرا
وكائن ترى من منهل باد أهله ... وعيد على معروفه فتنكرا
ديوان تميم بن مقبل "ص١٢٩ وما بعدها"، "تحقيق الدكتور عزة حسن".
٢ ديوان ابن مقبل "المقدمة"، "تحقيق الدكتورة عزة حسن"، "دمشق ١٩٦٢".
٣ بلوغ الأرب "٣/ ١٤٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>