للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن المعمرين الشعراء: "الربيع بن ضبع" الفزازي، زعم أنه أدرك أيام "عبد الملك بن مروان" وأنه دخل عليه فقال له: "يا ربيع، أخبرني عما أدركت من العمر والمدى ورأيت من الخطوب الماضية، قال: أنا الذي أقول:

هأنذا آمل الخلود وقد ... أدرك عقلي ومولدي حجرا

فقال عبد الملك: قد رويت هذا من شعرك وأنا صبي، قال: وأنا القائل:

إذا عاش الفتي مائتين عاما ... فقد ذهب اللذاذة والفتاء

قال: قد رويت هذا من شعرك، وأنا غلام، وأبيك يا ربيع، لقد طلبك جد غير عاثر، ففصل لي عمرك، قال: عشت مائتي سنة في فترة عيسى عليه السلام، وعشرين ومائة في الجاهلية وستين سنة في الإسلام". وأخذ عبد الملك يسأله، وهو يجيب. وقد علق "المرتضى" على هذا الخبر بقوله: "إن كان هذا الخبر صحيحا فيشبه أن يكون سؤال عبد الملك له إنما كان في أيام معاوية، لا في أيام ولايته، لأن الربيع يقول في الخبر: عشت في الإسلام ستين سنة. وعبد الملك ولي في سنة خمس وستين من الهجرة، فإن كان صحيحا فلا بد مما ذكرنا، فقد روي أن الربيع أدرك أيام معاوية"١.

وزعم أنه قال شعرا لما بلغ مائتي سنة، وشعرا آخر لما بلغ مائتين وأربعين٢. وهو مثل شعر المعمرين في العمر وفي ذهاب الشباب، وتقدم السن، وفي عدم تحمل السنين والشيخوخة، وغير ذلك من الأعراض التي تلازم الشيوخ.

ومن شعراء بني تميم: "حارثة بن بدر بن حصين بن قطن بن غدانة" الغداني من "بني يربوع"، كان من فرسان "بني تميم" ووجوهها وساداتها، وكان يعارض الشعراء نظراءه في الشعر، ولم يكن معدودا في فحول الشعراء٣.


١ أمالي المرتضى "١/ ٢٥٣ وما بعدها"، الخزانة "٣/ ٣٠٦".
٢ أمالي المرتضى "١/ ٢٥٤ وما بعدها"، المعمرون "٦ وما بعدها"، ذيل الأمالي "٢١٤"، الخزانة "٣/ ٣٠٦"، شرح أدب الكاتب، للجواليقي "٢٦٦".
٣ أمالي المرتضى "١/ ٣٨٠ وما بعدها"، الأغاني "٢١/ ١٣ وما بعدها"، الإصابة "١/ ٣٧٠"، "رقم ١٩٧٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>