للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد نسبوا له قوله:

لعمرك ما أبقى لي الدهر من أخ ... حفي ولا ذي خلة لي أواصله

ولا من خليل ليس فيه غوائل ... فشر الأخلاء الكثير غوائله

وقل لفؤاد إن نزا بك نزوة ... من الروع أفرخ أكثر الروع باطله

وروى الشريف "المرتضى" أشعارا أخرى، أكثرها في المنايا، وفي الصدق والإخلاص، والنصح، وتجنب أمكنة السوء، وفي تجاوز الأقرباء على حقوق القريب وفي الوقوع في الفقر حيث يقول:

وإذا افتقرت فلا تكن متخشعا ... ترجو الفواضل عند غير المفضل

واستغن ما أغناك ربك بالغنى ... وإذا تكون خصاصة فتجمل١

وقد كان في أيام "زياد بن أبيه"، وكان مستهترا بالشراب٢. وله شعر عاتب به "عبيد الله بن زياد" لما تغير عليه بعد اختصاصه بأبيه٣.

ومما استحسن من شعره قوله:

يا كعب ما راح من قوم ولا ابتكروا ... إلا وللموت في آثارهم حادي

يا كعب ما طلعت شمس ولا غربت ... إلا تقرب آجالا لميعاد٤

وكانت لخفاف بن نضلة بن عمرو بن بهدلة الثقفي، وفادة على النبي، وفد عليه فقال:

إني أتاني في المنام مخبر ... من جن وجرة في الأمور موات

يدعو إليك لياليلا ولياليا ... ثم احزأل وقال لست بآت

فركبت ناجية أضر بمتنها ... جمر تحت به على الأكمات

حتى وردت إلى المدينة جاهدا ... كيما أراك فتفرج الكربات


١ أمالي المرتضى "١/ ٣٨٣".
٢ أمالي المرتضى "١/ ٣٨٤".
٣ أمالي المرتضى "١/ ٣٨٦".
٤ أمالي المرتضى "١/ ٢٢٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>