للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلِمَ يدفع الأعراب الساكنون في خارج "يهوذا" جزى أو هدايا لملكها، وليس له سلطان عليهم؟ وقد ترجمت لفظة "عربايم" العبرانية بلفظة "عربان" في ترجمة "جمعية التوراة الأمريكية" للتوراة إلى العربية, أما "الترجمة الكاثوليكية" فقد ترجمتها بلفظة "العرب". أما المراد من النص العبراني، فهو "الأعراب"؛ لأن لفظة "عرب" لم تكن تعني يومئذ إلا هذا المعنى.

وتولى "يهورام" "Jehoram" "٨٥١-٨٤٣ ق. م." الحكم على مملكة "يهوذا" بعد "يهوشافاط"١. وتذكر التوراة أنه قتل جميع إخوته وبعض رؤساء إسرائيل بالسيف٢, وأنه أغضب إله "إسرائيل" بأفعاله المنكرة؛ لذلك "أهاج الرب على يهورام روح الفلسطينيين والعرب الذين بجانب الكوشيين، فصعدوا إلى يهوذا وافتتحوها وسبوا كل الأموال الموجودة في بيت الملك مع بنيه ونسائه أيضًا. ولم يبق له ابن إلا يهوحاز أصغر منه"٣. وتذكر بعد ذلك أن الله ابتلاه بمرض في أمعائه وبأمراض رديئة "فذهب غير مأسوف عليه، ودفنوه في مدينة داود, ولكن ليس في قبور الملوك"٤.

ويظهر أن هجوم العرب على "أورشليم" كان هجومًا شديدًا عنيفًا كاسحًا، بدليل ما جاء في الآية التي أشرت إليها في التوراة، وفي الآية الأولى من "الإصحاح التالي" للإصحاح المذكور: "وملك سكان أورشليم أخزبا ابنه الأصغر عوضًا عنه؛ لأن جميع الأولين قتلهم الغزاة الذين جاءوا مع العرب إلى المحلة"٥. وفي هذا الهجوم الماحق دلالة على ضعف مملكة "يهوذا" وتضعضع الأمن فيها, وعلى التناحر الشديد الذي كان بين السكان حتى إننا لنجد الشعب فرقًا غير متفقة، وأكثرها تخاصم الحكام.

ويرى "مرغيلوث" "Margoliouth" أن المراد بالعرب الذين بجوار الكوشيين, العرب الجنوبيون، أي: سكان اليمن؛ وذلك لأنهم في جوار "الكوشيين" أي:


١ "ملك ٨ سنين من سنة ٨٩٢-٨٨٥ ق. م"، قاموس الكتاب المقدس "٢/ ٥٣٤". Hastings, P. ٤٠٠
٢ أخبار الأيام الثاني، الإصحاح الحادي والعشرون، الآية ٤ فما بعدها.
٣ أخبار الأيام الثاني، الإصحاح الحادي والعشرون، الآية ١٦ فما بعدها.
٤ أخبار الأيام الثاني، الإصحاح الحادي والعشرون، الآية ١٩ فما بعدها.
٥ أخبار الأيام الثاني، الإصحاح الثاني والعشرون، الآية ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>