للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما "ود"، فقد ظلت عبادته معروفة في الجاهلية إلى وقت ظهور الإسلام، وقد ورد اسمه في القرآن الكريم١. وقد تحدث عنه ابن الكلبي في كتابه "الأصنام"٢، وذكر أن قبيلة "كلب" كانت تتعبد له بدومة الجندل٣. ووصفه فقال: "كان تمثال رجل كأعظم ما يكون من الرجال، قد ذبر عليه حلتان، متزر بحلة، مرتد بأخرى، على سيف قد تقلده، وقد تنكب قوسًا، وبين يديه حربة فيها لواء ووفضة فيها نبل.."٤. وقد نعت "ود" في بعض الكتابات بنعوت، مثل: "الاهن" "الهن" أي "الإله"، و"كهلن" "كاهلن" "كهلان"، أي "القدير" "المقتدر"٥. وكتب اسم "ود" بحرف بارزة على جدار في "القرية" "قرية الفأو"٦، وذلك يدل على عبادته في هذه البقعة.

ويرمز "ود" إلى القمر، بدليل ورود جملة: "ودم شهرن"، "ودم شهران"، أي "ود الشهر" في بعض الكتابات. ومعنى كلمة "شهرم" "شهر" "الشهر"، القمر٧. وتمثل هذه الآلهة المعينية ثالوثًا يرمز إلى الكواكب الثلاثة: الزهرة، والشمس، والقمر.

ويلاحظ أن الكتابات المعينية الشمالية، أي الكتابات المدونة بلهجة أهل معين التي عثر عليها في أعالي الحجاز، لا تتبع الترتيب الذي تتبعه الكتابات المعينية الجنوبية نفسه في إيراد أسماء الآلهة، كما يلاحظ أيضًا أن للمعينيين الشماليين آلهة محلية لا نجد لها ذكرًا عند المعينيين الجنوبيين، ولعل ذلك بتأثير الاختلاط بالشعوب الأخرى٨.


١ سورة نوح ١٧، الآية ٢٣.
٢ الأصنام ص ١٠، ٥٥، ٥٦.
٣ الأصنام ص ٥.
٤ الأصنام ص ٥٦. Wellhausen, Reste Arabische Heidentums, S., ١٤
٥ Hommel, Grundriss, I, S., ١٣٦, Glaser ٢٨٤, Halevy ٢٣٧,
Chresto., S., ٩١, ٩٧
٦ Philby-Qariya ٢٣c, Le Museon, LXII, "١٩٤٩", ١-٢, P. ٩٧, and PI
٧ lIlmukah, S.? ٦٤, Nielsen , Aitarabische Mondreligion, S., ٥١
٨ Ilmukah, S., ٥٩

<<  <  ج: ص:  >  >>