للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأشرف عليه رجل اسمه "أوس عم بن يصرعم" "أوسعم بن يصرعم" "أوس بن يصرع"، أدار هذا الرجل العمل، ورسم الخطط وقام برصف الطريق وتبليطه ورصف ممر "ظرم" بصورة خاصة بمنطقة سميكة من الحجارة، وقد قام بكل ذلك بأمر سيده المكرب "يدع اب"١.

ونحن هنا أمام رجل كان له علم خاص بهندسة الطرق وله تجارب ودراية في إحداث الثغر في الصخور وإنشاء الممرات والمناقل للقوافل والمارة في المناطق الوعرة ولهذا كلفه حاكم قتبان القيام بذلك العمل، فأنجزه وأتمه عل النحو الموصوف.

وكان "اوس عم بن يصرعم" من قبيلة تسمى "مدهم"٢.

وقام المهندس المعماري المذكور بأعمال هندسية أخرى لسيده المكرب، فقد جاء في نص آخر أنه شق طرقًا وثنايا في مواضع جبلية وعرة، وحفر أنفاقًا تمر السابلة منها، وبنى أيضًا "بيت ودم" أي معبد الإله "ود"، و"مختن ملكن بقلي"، أي "مختن الملك" بموضع "قلي"٣. وقد سبق أن أشير إلى هذا "المختن" في النص "Glaser ١٦٠٠" الذي تحدثت عنه قبل قليل، وهو من النصوص التي تعود إلى هذا المكرب نفسه، والتي تتحدث عن فتح طريق وبناء "بيت ود" و "مختن الملك بقلي"، إلا أنه لم يذكر اسم "المهندس" الذي أشرف على العمل في النص المرسوم بـ " Glaser ١٦٠٠".

وليست لدينا معرفة تامة بمعنى "مختن"، الواردة في النصين المذكورين، وقد ذهب بعض الباحثين إلى أنها من الألفاظ المستعملة في الشعائر الدينية، وأنها تؤدي معنى محرقة، أو الموضع الذي توضع عليه القرابين التي تقدم إلى الآلهة٤ أو المذبح الذي تذبح عليه الضحايا، فهي بمعنى "يبحت" و "ومنطف" "منطفت" "منطفة". وذلك لورود هذه الألفاظ في كتابات تتعلق بالقرابين، كما سأتحدث عنها في فصل "الحياة الدينية عند الجاهليين".


١ REP. EPIG. ٣٦٤٢, ٤٣٢٨, VII, II, P. ١٩٢, SE ٩٠, Grohmann, Katabanische
Herrscherr, S., ٤٣, Rhodokanakls, Altsab. Texte, I, ٨., ٤٤, Beitrage, S., ٤٣
٢ Beitrage, S., ٤٦
٣ Le Mus٦on, LXH, ١-٢, (١٩٤٩) , P. ٧٨
٤ Le Mus٦on, LXH, ٣-٤, (١٩٤٩) , P. ٢٧٧

<<  <  ج: ص:  >  >>