للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن لم يحسن شيئًا من القرآن بالعربية لم يجز أن يترجم عنه بلغةٍ/ [٣١/ أ] أخرى نصًّا (١) كعالمٍ، ولزمه أن يقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر (٢) فقط، فإن لم يحسن إلا بعض الذّكر، كرّره بقدر الذّكر.

فإن لم يحسن شيئًا منه، وقف بقدر القراءة، ولم يلزمه الصلاة خلف قارئٍ، ولا بأس إن تَلَقَّف (٣) القراءة في صلاة من غيره.

ثم يندب أن يقرأ بعد الفاتحة سورةً كاملة نصًّا (٤)، قال القاضي وغيره: ويجوز آيةً، إلا أن أحمد رحمه الله استحب كونها طويلةً، يبتدئ السورة بالبسملة نصًّا (٥) ولو في غير صلاةٍ وقال: لا يدعها قيل له: فإن قرأ من بعض سورةٍ قال: لا بأس، ثم إن كان في غير صلاةٍ، فإن شاء جهر بها،


(١) ينظر: المبدع ١/ ٣٨٨، ومنتهى الإرادات ١/ ٥٦، وكشاف القناع ١/ ٣٤٠، ومطالب أولي النهى ١/ ٤٣٢.
(٢) الحديث في بعض ألفاظه زيادة: (ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) كما في لفظ أبي داود في سننه، كتاب الصلاة، باب ما يجزئ الأمي والأعجمي في القراءة، برقم (٨٣٢) ١/ ٢٢٠، (جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: إني لا أستطيع أن آخذ من القرآن شيئا فعلمني ما يجزئني منه، قال: قل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) كما أخرج الحديث النسائي في سننه بلفظ مقارب، كتاب الافتتاح، باب ما يجزئ من القراءة لمن لا يحسن القرآن، برقم (٩٢٤) ٢/ ١٤٣. قال الحاكم في مستدركه حديث رقم (٨٨٠) ١/ ٣٦٧: «هذا حديث صحيح على شرط البخاري».
(٣) اللقف: سرعة الأخذ لما يرمى إليك باليد، أو باللسان. ينظر: المحكم والمحيط الأعظم ٦/ ٤١٨، ومختار الصحاح ١/ ٢٨٤، ولسان العرب ٩/ ٣٢٠.
(٤) ينظر: المبدع ١/ ٣٩٠، ومنتهى الإرادات ١/ ٥٦.
(٥) ينظر: المبدع ١/ ٣٩٠، وشرح منتهى الإرادات ١/ ١٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>