للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - قال في روضة الناظر (١) في تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الله} (٢) أي: أولياء الله.

وهذا التفسير رده الشنقيطي في مذكرة في أصول الفقه (٣) فقال: «وأما تفسيره» «يؤذون الله» بقوله يؤذون أولياءه فليس بصحيح، بل معنى إيذائهم الله كفرهم به وجعلهم له الأولاد والشركاء، وتكذيبهم رسله.

وبهذا يتبين أن الْمُوَفَّق سار على عقيدة السلف في الجملة، وقد تأثر في مذهب الأشاعرة في بعض المسائل، كصفات الله، والتفويض والإمرار، وذلك لانتشار مذهبهم في عصره (٤).

ثانيًا: مذهبه الفقهي:

أما مذهبه فهو حنبلي يظهر من خلال الوقوف على شيوخه، وتلاميذه، كما يظهر من خلال مصنفاته الفقهية مثل الكافي، والمغني وغيرها، كما اشتهر بهذا المذهب عند الفقهاء، والمصنفين (٥).

وقد بين الْمُوَفَّق سبب اتباعه لمذهب الإمام أحمد فقال في المغني (٦): «وكان إمامنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل -رضي الله عنه-، من أوفاهم


(١) ينظر: روضة الناظر: ١/ ٢٦٠.
(٢) سورة الأحزاب: ٥٧.
(٣) ينظر: مذكرة في أصول الفقه ص ٧٢.
(٤) للاستزاده يراجع كتاب المسائل الأصولية المتعلقة بالأدلة الشرعية ١/ ٩٥.
(٥) ينظر: سير أعلام النبلاء ٢٢/ ١٦٧، ذيل طبقات الحنابلة ٣/ ٢٨١، فوات الوفيات ٢/ ١٥٨، الوافي بالوفيات ١٧/ ٢٣، شذرات الذهب ٧/ ١٥٥.
(٦) ينظر: المغني ١/ ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>