للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن استخلف هو، أو حشيشٌ سقط ضمانه (١)، وكذا لو رد شجرة فنبتت لكن يضمن نقصها، ولو غرس من شجر الحرم في الحل رده،/ [١١٢/ أ] فإن تعذر، أو يبس ضمنه، فلو قلعه غيره من الحل ضمنه القالع فيخير بينهما وبين تقويمهما، ويفعل بثمنه كجزاء صيدٍ، قاله في الوجيز (٢).

وقال في الفروع (٣): ومن لم يجد قوَّمه ثم صام، وفي الفصول من لم يجد قوَّم الجزاء طعامًا كصيدٍ.

وإن قطع غصنًا في الحل أصله، أو بعضه في الحرم ضمنه، لا إن قطعه في الحرم، وأصله كله في الحل.

وحد الحرم (٤) من طريق المدينة ثلاثة أميالٍ، عند بيوت السُّقيا (٥)،


(١) قال في الإقناع: «يريد لو قلع شجرة من الحرم، ثم ردها إليه ثانيا فنبت كما كانت، فلا ضمان».
(٢) ينظر: الوجيز ص ١٠١.
(٣) ينظر: الفروع ٦/ ١٤.
(٤) (فائدة): أَوَّل من نصب الحدود للحرم، أبونا إبراهيم عليه الصلاة والسلام، ثم قصي، وقيل: إسماعيل، ثم قصي، ثم قريش بعد قلعهم لها، ثم نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- عام الفتح، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، ثم معاوية، ثم عبد الملك بن مروان، وفي سنة (١٥٩ هـ) لما رجع المهدي من الحج أمر بتجديدها، وكذلك جددها المقتدر بالله العباسي، وفي سنة (٣٢٥ هـ) أمر الراضي بالله العباسي بعمارة العلمين من جهة التنعيم، وفي سنة (٦١٦ هـ) أمر المظفر صاحب أربل بعمارة العلمين من جهة عرفة، ثم الملك المظفر صاحب اليمن سنة (٦٨٣ هـ)، وجددها السلطان أحمد الأَوَّل العثماني سنة (١٠٢٣ هـ)، وكل هؤلاء أظهروا وجددوا ما حدده أبونا إبراهيم عليه الصلاة والسلام بعد الدراسة، لا أنهم أحدثوا حدودا من عند أنفسهم. ينظر: أخبار مكة للأزرقي ٢/ ١٢٧، ومفيد الأنام ونور الظلام ١/ ٢٤٥.
(٥) بيوت السقيا: ويقال لها: بيوت نفار، بكسر النون وبالفاء، وهي دون التنعيم، ويعرف الآن بمساجد عائشة. ينظر: كشاف القناع ٢/ ٤٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>