للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بها إلى أن يصلي معه الفجر نصًّا (١)، ولو صادف يوم جمعةٍ وهو مقيمٌ بمكة، وزالت الشمس فلا يخرج قبل صلاتها.

فإذا طلعت الشمس سار إلى عرفة، فأقام بنمرة حتى تزول الشمس، فإن خاف فوات وقت الوقوف صلّى صلاة خائفٍ، وإن رجا إدراكه، ثم يخطب إمامٌ، أو نائبه، خطبة واحدة يقصرها، ويفتتحها بالتكبير، ويعلم الناس مناسكهم من الوقوف، ووقته، والدفع منه، والمبيت بمزدلفة، ثم ينزل فيصلي بهم الظهر، والعصر جمعًا إن جاز له بأذانٍ، وإقامتين، ثم يأتي عرفة

وكلها موقفٌ، إلا بطن عرنة (٢) وهو من الجبل المشرف على عرفة، إلى الجبال المقابلة له إلى ما يلي حوائط بني عامرٍ (٣).

ويستحب أن يقف عند الصخرات (٤)، وجبل الرحمة، واسمه (إِلال)


(١) ينظر: الفروع ٦/ ٤٧، والمبدع ٣/ ٢٠٩، والإقناع ١/ ٣٨٦، وشرح منتهى الإرادات ١/ ٥٧٨.
(٢) ينظر: عمدة الفقه ص ٤٨، والعدة ص ٢٠٧، والمبدع ٣/ ٢١٠. وبطن عُرَنَة: بضم العين، وفتح الراء، والنون بعدها واد بحذاء عرفات: وقيل: مسجد عرفة والمسيل كله، ووادي عرنة ليس من موقف عرفات، بل هو حدها الغربي.
ينظر: الأماكن، أو ما اتفق لفظه وافترق مسماه ص ٦٦٥، ومعجم البلدان ٤/ ١١١.
(٣) تنسب إلى عبد الله بن عامر بن كريز بن خال عثمان بن عفان الذي افتتح فارس وخراسان، قال صاحب كتاب مفيد الأنام ٢/ ٢٢: «وقد اكتشفتها في خامس عشر صفر سنة (١٣٨٨ هـ)، فوجدت الساقي الذي يجري معه ماء العين مستطيلا، ومشيت معه جنوبا شرقا حتى أتيت على موضع بركة العين، فوجدتها مبنية هي وساقيها بالحجارة والنورة القوية الصلبة، وقد عجزت عن فصل النور من الحجارة، وهذا هو أَوَّل اكتشاف لبساتين ابن عامر وعينها، ووجدت موضعها على طبق ما حدده الشافعي».
(٤) قال النووي شرحه على مسلم ٨/ ١٨٥: «يستحب أن يقف عند الصخرات المذكورات، وهي صخرات مفترشات في أسفل جبل الرحمة، وهو الجبل الذي بوسط أرض عرفات فهذا هو الموقف المستحب، وأما ما اشتهر بين العوام من الاعتناء بصعود الجبل وتوهمهم أنه لا يصح الوقوف إلا فيه، فغلط، بل الصواب جواز الوقوف في كل جزء من أرض عرفات، وأن الفضيلة في موقف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند الصخرات، فإن عجز فليقرب منه بحسب الإمكان».

<<  <  ج: ص:  >  >>