للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال مثل هذا ثلاث مرات ثم نزل ومشى إلى المروة حتى انصبت (١) قدماه في بطن الوادي ثم سعى حتى إذا صعدنا مشى حتى أتى المروة ففعل على المروة كما فعل على الصفا حتى إذا كان آخر طواف على المروة نادى وهو على المروة والناس تحته فقال: " لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي وجعلتها عمرة فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل وليجعلها عمرة ". فقام سراقة بن مالك بن جعشم فقال: يا رسول الله ألعامنا هذا أم لأبد؟ فشبك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصابعه واحدة في الأخرى وقال: " دخلت العمرة في الحج مرتين لا بل لأبد أبد (٢) ". وقدم علي من اليمن ببدن النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له: " ماذا قلت حين فرضت الحج؟ " قال: قلت: اللهم إني أهل بما أهل به رسولك - صلى الله عليه وسلم - قال: " فإن معي الهدي" قال: "فأهد وامكث حراما فلا تحل". قال: فكان جماعة الهدي الذي قدم به علي من اليمن والذي أتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - مئة قال: فحل الناس كلهم وقصروا إلا النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن كان معه من هدي فما كان يوم التروية توجهوا إلى منى فأهلوا بالحج وركب النبي فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس


(١) انصباب القدمين: عبارة عن انحدارهما بسهولة في صَبَبٍ من الأرض - وهو ما انحدر منها -.
(٢) قوله: "لأبد أبد"؛ معناه: أنه تجوز العمرة في أشهر الحج إلى يوم القيامة.
والمقصود: إبطال ما زعمه أهل الجاهلية من أن العمرة لا تجوز في أشهر الحج.
وقيل: معناه جواز القِران.
وتقدير الكلام: ودخلت أفعال العمرة في الحج إلى يوم القيامة، ويدل عليه تشبك الأصابع.
وقيل: جواز فسخ الحج إلى العمرة. اهـ. سيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>