للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مسعود - رضي الله عنه - فيطلبه فيهلكه، ثم يمكث الناس سبع سنين، ليس بين اثنين عداوة، ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشام، فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير، أو إيمان إلا قبضته، حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه، حتى تقبضه قال: فيبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع (١)، لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا، فيتمثل لهم الشيطان، فيقول: ألا تستجيبون؟ فيقولون: فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان، وهم في ذلك دار رزقهم، حسن عيشهم، ثم ينفخ في الصور، فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا (٢)، وأول من يسمعه رجل يلوط (٣) حوض إبله، قال: فيصعق، ويصعق الناس، ثم يرسل الله، مطرا كأنه الطل فينبت منه أجساد الناس، ثم ينفخ فيه أخرى، فإذا هم قيام ينظرون، ثم يقال: يا أيها الناس هلم إلى ربكم، {وقفوهم إنهم مسؤولون} ثم يقال: أخرجوا بعث النار، فيقال: من كم: كم؟ فيقال: من كل ألف تسع مئة وتسعة وتسعين، قال فذاك يوم {يجعل الولدان شيبا} وذلك {يوم يكشف عن ساق} (٤). [٤٢٧٤]


(١) أي: يكونون في سرعتهم إلى الشرور وقضاء الشهوات والفساد؛ كطيران الطير، وفي العدوان والظلم؛ كالسباع العادية: "شرح مسلم".
(٢) أي: أمال صفحة عنقه.
(٣) أي: يطين ويصلح.
(٤) أي: يوم القيامة يوم كرب وشدة، يوم يكشف ربنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن، دون المرائين، كما صح في حديث الشيخين - الآتي في آخر الفصل الأول من باب الحشر (رقم: ٥٥٤٢) -.
والقسم الأخير يشير إلى الآيتين: {فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا}، وقوله - تعالى -: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>