(٢) قال التبريزي: "وروى الترمذي … نحوه". قلت: وقال "حديث حسن". قلت: وإسناده عندنا ضعيف؛ لأنه من رواية الحسن، عن سمرة؛ وليس ذلك من الاختلاف المعروف في سماع الحسن من سمرة؛ فإن الراجح أنه سمع منه بعض الأحاديث، وإنما من أجل أن الحسن - على جلالة قدره - مدلس، وقد عنعنه، فلا يفيد في مثله مجرد إثبات سماعه من شيخه؛ بل لا بد من تصريحه بالسماع منه؛ كما هو مقرر في مصطلح الحديث. ثم إن الرواة اضطربوا في متنه عليه، فبعضهم جعل السكتة الثانية بعد: {وَلَا الضَّالِّينَ}؛ كما في هذا الرواية، وبعضهم جعلها بعد الفراغ من القراءة كلها قبل الركوع، كما في رواية لأبي داود، وهي الأرجح عندنا، وهو الذي صححه ابن تيمية، وابن القيم - رحمهما الله تعالى -. وقد حققت القول في ذلك في "التعليقات الجياد على زاد المعاد"، وفي "ضعيف السنن" (١٣٥ - ١٣٨) ومنه يتبين أنه لا دليل فيه على مشروعية سكوت الإِمام بعد الفاتحة بعد ما يقرأها المؤتم، كما يقوله بعض المتأخرين.