قلت: وهو ابن دعامة السدوسي، ثقة تابعي جليل. وفي عزو الحديث إليه - وكذا إلى أبي هريرة - من رواية مسلم عنه؛ نظر كبير! ذلك لأن قتادة هو مدار أسانيد مسلم عنه في حديث أبي موسى هذا؛ إلا أن بعض الرواة عنه أتى بهذه الزيادة في الحديث المذكور، فقال مسلم - بعد أن ساقه من طريق جرير، عن سليمان التيمي، عن قتادة -: "وفي حديث جرير، عن سليمان، عن قتادة من الزيادة "وإذا قرأ فأنصتوا" … "، وفيه عقبه: قال أبو إسحاق - صاحب مسلم: قال أبو بكر - ابن أخت أبي النضر - في هذا الحديث - أي: طعن في صحته، فقال مسلم: "تريد أحفظ من سليمان؟! فقال له أبو بكر: فحديث أبي هريرة؛ هو صحيح - يعني: "وإذا قرأ فأنصتوا"؟ فقال: هو عندي صحيح، فقال: لم تضعه ها هنا؟! قال: ليس كل شيء عندي صحيح وضعته ها هنا؛ إنما وضعت ها هنا ما أجمعوا عليه". قلت: فتبين من ذلك أن هذه الزيادة وقعت في رواية لمسلم، عن قتادة بسنده، عن أبي موسى، وأنها صحت عند مسلم من حديث أبي هريرة أيضًا، ولكنه لم يخرجه في ""صحيحه". فلو أن التبريزي قال: رواه مسلم، وزاد في روايته "وإذا قرأ فأنصتوا"، وصححه من حديث أبي هريرة =