وأمّا المراسيل، فأخرجها سعيد بن منصور، وأبو بكر بن أبي داود، والخطيب وغيرهم في تصانيفهم المذكورة، وقد جمعتُ طرقه مع بيان عللها وتفصيل أحوال رواتها في جزء مفرد وقد وقع فيه مثال ما تناقض فيه المتأولان في التصحيح والتضعيف، وهما الحاكم وابن الجوزي فإن الحاكم مشهور بالتساهل في التصحيح، وابن الجوزي مشهور بالتساهل في دعوى الوضع كل منهما [روى] هذا الحديث، فصرح الحاكم بأنه صحيح، وابن الجوزي بأنه موضوع، والحق أنه في درجة الحسن لكثرة طرقه التي يَقْوى بها الطريق الأولى والله أعلم. (١) ورواه النسائي - أيضًا - (١/ ٨١ - ٨٢)، وقال الترمذي (٢/ ٢٦٩ - ٢٧٠): "حديث حسن". ورجاله ثقات، وفي إسناده اختلاف! لكن الحديث صحيح لشواهده الكثيرة؛ منها حديث الرجل الذي لم يسم؛ وسيأتي بعده. (٢) وكذا الحاكم (١/ ٢٦٣)، وإسناده صحيح.